الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض نفسية وجسدية أدت لفقدان ثقتي بنفسي..

السؤال

السلام عليكم

وشكرا جزيلا على جهودكم، أعاني من توتر وعصبية مذ كان عمري 15 سنة، مما أثر على جهازي الهضمي كما قالت لي الطبيبة السنة الماضية، بسبب الأعراض التي كنت أعاني منها:

كالإحساس بكرة عالقة على مستوى الحلق، وفقدان الشهية، والشعور برغبة للتقيؤ عندما أجبر نفسي على تناول الطعام، وإعياء شديد بعد أي نشاط جسدي، وحزن وقلق دائم.

وصفت لي الطبيبة كبسولات المغنيسيوم والحديد؛ لأني أعاني من فقر الدم ودواء aliavar، فتحسنت حالتي النفسية قليلا، لكن جسديا لم يكن هناك تحسن كبير.

مر على هذا سنة ونصف، نعم قلت الأعراض، لكني لا زلت أعاني من إعياء ورغبة في النوم بعد كل نشاط جسدي، ولو كان صغيرا، وتقلصات شديدة على مستوى البطن، بالإضافة لنقصان في الوزن (41 كلغ وطولي 1.55 )، مما جعل الأمر مزعجا بالنسبة لي؛ لأني أتلقى الكثير من التعليقات السلبية حول صحتي وشكلي، مما قلل من ثقتي بنفسي.

أحاول ممارسة الرياضة، وزيادة كمية الطعام التي أتناولها، لكني ألاحظ أن جسمي يطرح كل الأكل الذي أتناوله، فكثرة دخولي للحمام والكمية التي أتخلص منها كبيرة.

كما أني قللت من شرب القهوة والشاي، وأعوضها بالأعشاب كالنعناع أو حبوب الشمر، ولم أعد آكل خارجا إلا نادرا، وابتعدت تماما عن المشروبات الغازية، لكني لم أر أي تأثير إيجابي لما أفعله، وقد قرأت عدة استشارات مشابهة لمشكلتي على موقعكم، ولاحظت أنكم تصفون عقاقير وأدوية تحتاج لوصفة الطبيب لشرائها في بلدي، لذلك هل بإمكاني تجاوز هذه الحالة بدون دواء أو زيارة للطبيب؛ لأن الحالة المادية لا تساعد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية..

لديك أعراض نفسوجسدية، وكما تفضلت ناتجة من الشعور بالقلق والتوتر، وربما يكون لديك أيضاً درجة بسيطة من الاكتئاب أو ما نحب أن نسميه بعسر المزاج.

طبعاً الطرق العلاجية هي أن تجعلي فكرك إيجابياً هذا مهم جداً، فالفكر السلبي دائماً يدخل الإنسان في المزيد من الاكتئاب والقلق، فإذاً استبدلي أفكارك بأفكار إيجابية، أي فكرة سلبية تطرأ على خاطرك أرجو أن تستبدليها بالفكرة المخالفة لها.

ونعلم تماماً أن كل شيء سلبي في الدنيا هنالك ما يقابله من شيء إيجابي، الشر يقابله الخير، الضعف تقابله القوة، الحزن يقابله الفرح وهكذا، فكوني دائماً متشبثة ومتمسكة بما هو إيجابي، تنظيم الوقت أيضاً علاج أساسي: فيجب أن تنامي نوماً ليليا مبكراً، وتتجنبي النوم النهاري، مارسي أي رياضة حتى ولو كانت بسيطة جداً خارج المنزل، من الخطة الجيدة لإدارة الوقت هو أيضاً أن تخصصي وقتا للترفيه عن النفس، ووقتا للعبادة، ووقتا للتواصل الأسري.

هذه هي العلاجات الأساسية، وهي علاجات سلوكية تجعل نمط الإنسان إيجابياً، مما ينقل الإنسان إلى الصحة النفسية الإيجابية كما ذكرت لك.

أنا أعتقد أن العلاجات الدوائية مطلوبة في حالتك، ويمكنك أن تذهبي إلى طبيب عمومي أو طبيب أسرة، ليصف لك دواء محسنا للمزاج، ومزيلا للقلق والتوترات، عقار مثل السيبرالكس سيكون مفيدا جداً لك، والسيبرالكس يسمى استالبرام، وأنت تحتاجين له بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، والجرعة هي أن تبدئي بـ 5 مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تتناوليها لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم أنقصي الجرعة إلى نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذا هو الذي أنصحك به..

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً