الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الآلام التي في جسدي أصابتني بالقلق والتوتر، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: أود أن أبدي لكم حبي وامتناني لما تقدمونه للناس من فوائد وإرشادات، جزاكم الله عنا خيرا.

أما مشكلتي والحمد لله بدأت في أواخر رمضان، بدأت أحس بألم في معدتي كأنه شد عضلي، حيث أعطيته اهتماما كبيرا، فأصبحت أبحث عن الأسباب في الإنترنت، ودخلت في حالة توتر وقلق، وأصبح الألم الذي في صدري والرقبة والمعدة ناتجا عن توتر عضلي، ومنذ ذلك الوقت وأنا أفكر في حل للخروج من هذه الدائرة، إلا أنني وجدت نفسي أزيد من شدة التوتر، فتحول الألم إلى الرأس؛ لأنني أحاول طرد الأفكار السلبية والوساوس، ولكني وجدت نفسي لا أستطيع النسيان، وعقلي الباطن مبرمج على أنه هناك شيئا قلقا، فهل هناك حلولا يا دكتور؟ رغم أنني لا أبوح بألمي لمن حولي، أبقي ذلك بداخلي وأبكي في بعض الأحيان، وبعدها أتقوى بفضل الله، ولكن عندما أستيقظ أجد صعوبة في إقناع عقلي أنني بخير.

وجزاكم الله خيرا وأعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا النوع من الأعراض أصبح شائعا جداً وسط الشباب خاصة، نعتقد أن الناس قد افتقدت الأمان والطمأنينة ومشاكل الهوية، مشاكل الانتماء، مشاكل الصحة فأصبحت الناس تقلق حقيقة وهذا القلق يتحول إلى أعراض جسدية، حالتك هي حالة قلقية بسيطة جداً توترات داخلية نفسية، تحولت إلى توترات عضلية مما جعلك تحس بكل الأعراض الجسدية التي تحس بها خاصة آلام الصدر والرقبة والمعدة هذه كلها ناتجة من كما ذكرت لك القلق النفسي الداخلي، وهذه الأعراض نسميها بالأعراض النفسوجسدية.

من المهم جداً أيها الفاضل الكريم أن تطمئن أن الأعراض هذه إن شاء الله سوف تزول، وأنها غالباً ذات منشأ نفسي، وأول خطوة تقوم بها أن تذهب إلى طبيب، طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني لتجري فحوصات عامة، أنا على ثقة تامة أن كل فحوصاتك إن شاء الله تعالى سوف تكون سليمة، لكن الخطوة في حد ذاتها خطوة ممتازة وإيجابية وتبعث فيك طمأنينة كثيرة، يجب أن تتأكد من مستوى السكر، قوة الدم، الدم الأبيض، وظائف الكلى، وظائف الكبد، مستوى الدهنيات، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين د، ومستوى فيتامين ب12 هذه فحوصات أساسية وتمثل قاعدة طبية يمكنك الارتكاز عليها، ولا تحتاج بعد ذلك أن تراجع الأطباء ولا تحتاج أن توسوس حول صحتك.

بعد هذه الخطوة والتفكير الإيجابي تفكر في كيفية ملء الفراغ وكيفية إدارة الوقت بصورة ممتازة، هذا علاج سلوكي أساسي، حسن إدارة الوقت، وتقسيمه بصورة جيدة، وأن تنخرط في أنشطة مختلفة، وقت للعمل، وقت للعبادة، وقت للرياضة وهي مهمة جداً، الرياضة يجب أن تكون جزءًا من حياتك، بل هي علاج لمثل أعراضك ولا شك في ذلك، وقت للتواصل الاجتماعي، وقت للترفيه عن النفس، ودائماً النوم الليلي المبكر أفضل.

وأحرص على الواجبات الاجتماعية، وأن تبني نسيجا اجتماعيا جيدا، وأن يكون لك أيضاً حضور في الأسرة، أن تكون عضواً نافعاً ومشاركاً وفعالاً في أسرتك، هذه هي العلاجات الأساسية وهي علاجات بسيطة جداً، وحقيقة ناتجة وناشئة من الواقع، الواقع الحياتي الذي يعيشه الإنسان، ودائماً عش الحياة بقوة، والمستقبل بأمل ورجاء، طور نفسك في مهنتك، ويجب أن تكون طموحاتك عالية جداً ولكن معقولة في نفس الوقت، الزواج باب من أبواب الرحمة والمودة والسكينة، ومفاتيح الرزق، (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم، إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله)، وفضل الله كثير وكثير جداً.

حتى أطمئن عليك تماماً أود أن أنصحك بأدوية بسيطة، الدواء الأول يعرف باسم سلبرايد وهذا هو اسمه العلمي واسمه التجاري دوجماتيل، تناول بجرعة 50 مليجرام صباحاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها 50 مليجرام صباح ومساء لمدة شهراً، ثم 50 مليجرام صباحاً لمدة أسبوعين آخرين ثم توقف عن تناوله، والدواء الآخر يعرف باسم سيبرالكس دواء رائع جداً لعلاج القلق والتوترات والمخاوف، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة أي 5 مليجرام يومياً لمدة 10 أيام، ثم اجعل الجرعة 10 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوم بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين هذا دواء رائع ومهم ومفيد لك جداً، كلا الدوائين غير إدماني وغير تعودي، واسأل الله تعالى أن ينفعك بهما.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً