الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هذه الأدوية تعالج ثنائي القطبية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حبيبي في الله الدكتور محمد عبد العليم:
ما رأيك في هذه الأدوية لعلاج الاضطراب ثنائي القطبية والاكتئاب والوسوسة والقلق الشديد والعصبية الشديدة، وذلك بناء على تشخيص أحد الأطباء في مصر.
- الابليفاي 15
- السيروكسات 25
- الديباكين كرونو 1000
- الليثيوم (بريانيل) 400 قرصا واحدا

وللأسف لا يوجد إمكانية لإجراء التحاليل الخاصة بالليثيوم، رغم أنه أفادني جدا، فهل من الممكن أن أرفع جرعة البريانيل 800 بدون إجراء التحاليل؟

علما أن التحسن 80 بالمئة، وهل من الممكن أن أضيف الأنافرانيل بجرعة 75؟

وجزاك الله خيرا على ما تقدمه لنا من خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأقول لك: أحبك الله الذي أحببتنا فيه، وأشكرك على ثقتك الغالية، وأسأل الله أن ينفع بنا جميعًا.

الإشكالية الدوائية الوحيدة حين تجتمع ثنائية القطبية مع الاكتئاب والوسوسة هو أن الإنسان الذي يعاني من هذه الحالة سوف يحتاج لمضادات الاكتئاب، ومضادات الاكتئاب بالرغم من أنها تُعالج الاكتئاب والوسوسة والقلق وحتى العصبية، لكن ربما تُدخل الإنسان في القطب الهوسي، هذه هي الإشكالية الوحيدة.

لكن -بفضل من الله تعالى- اتضح أن عقار (زيروكسات) والذي يُسمّى علميًا (باروكستين) وُجد أنه أقلّ هذه الأدوية للدفع نحو القطب الانشراحي أو القطب الهوسي، والسبب في ذلك أن هذا الدواء لا يعمل فقط على السيروتونين والنورأدرينالين، إنما يعمل أيضًا على الدوبامين، والدوبامين هو الكابح الأساسي الذي حين يزيد إفرازه يمنع الانتقال إلى ثنائية القطبية الهوسية، حين يزيد الإفراز أو ينتظم الإفراز – حقيقة، حتى أكون أكثر دقة – في هذه الحالة تكون الأمور جيدة جدًّا.

أنا أعتقد أن الطبيب – جزاه الله خيرًا – وضعك على الرزمة العلاجية الدوائية الصحيحة، وأنت -بفضلٍ من الله تعالى- أدويتك ممتازة، أدويتك رائعة.

بالنسبة لليثيوم: لا مانع أبدًا من أن ترفع الجرعة إلى ثمانمائة مليجرام، لأنها هي جرعة نعتبرها وسيطة، بعض الناس يحتاجون إلى ألف ومائتي مليجرام، لكن الثمانمائة ممتازة، ويجب ألَّا ترفعها، ما دمت لا تجري الفحوصات الروتينية.

ومرة في السنة حاول أن تفحص وظائف الكلى، ومستوى الأملاح، وكذلك وظائف الغدة الدرقية وفيتامين (د)، هذه فحوصات روتينية مطلوبة لكل مَن يتناول الليثيوم، وهذا يمكن أن يتم مرة واحدة في السنة.

فتوكل على الله وتناول الـ (بريانيل) أو ما يُعرف بالليثيوم بجرعة ثمانمائة مليجرام، دون فحوصات، لكن عليك أيضًا أن تتناول كمية جيدة من الماء في أثناء اليوم، هذه هي نصيحتي لك أخي الكريم.

وبعد أن تجعل الليثيوم ثمانمائة مليجرام ربما لا تحتاج للدباكين كرونو بجرعة ألف مليجرام، ربما خمسمائة مليجرام فقط تكون كافية بالنسبة لك، لأن الليثيوم من أقوى وأفضل مثبتات المزاج، ولديك الدباكين كرونو أيضًا من أقوى مثبتات المزاج، ولديك الإبليفاي أيضًا من أقوى مثبتات المزاج، فهل تحتاج لثلاثة مثبتات للمزاج بجرعات علاجية كاملة؟ مجرد اقتراح حقيقة وددت أن أعرضه عليك، ويمكن أن تناقش الأمر مع طبيبك، ويمكن أن تستمر على نفس الجرعات ما دمت محتاج لها.

إضافة الأنفرانيل: حقيقة هذا قد لا أؤيده؛ لأن الأنفرانيل مع الزيروكسات سوف يرفع كثيرًا من مستوى السيروتونين، وهذا قد يُدخلك في القطب الهوسي الانشراحي، بالرغم من أنك تتناول ثلاثة من أقوى مثبتات المزاج، وبالرغم أنك تتناول الزيروكسات.

فيا أخي الكريم: أعتقد أن أدويتك ممتازة، وتناولها على هذه الشاكلة التي ذكرتها لك، ولا تنس الطرق العلاجية غير الدوائية: التأهيل النفسي والاجتماعي، ممارسة الرياضة، التفاؤل، العبادة – خاصة الصلاة في وقتها – القيام بالواجبات الاجتماعية، التميز في العمل، الحرص على أداء ما ينفعك في دين أو دنيا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً