الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخصص في مجال لا أجد نفسي فيه، فأين الطريق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزى الله العاملين في هذا الموقع خير الجزاء، وأدام الفضل عليكم بالمن والعطاء، وجعلكم ذخراً لأمة أرادت الحق بالدواء، وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً.

أنا شاب في ال23 من عمري، متزوج ولله الحمد، ومتخرج من معهد متوسط للعلوم المالية والمصرفية بتخصص محاسب.

في الحقيقة مشكلتي عانيت منها كثيراً، مذ كنت في الصف التاسع، صار معي ظرف لم أستطع أن أدرس جيداً، وكانت درجاتي في آخر السنة متدنية جدا، بل كانت على الحد، فقدر الله أن أدخل إلى تخصص التجارة، ودرستها حتى دخلت إلى الجامعة، ولم أجد لها أثراً فعليا إلا بعد أن عملت بها بعد التخرج، وأنا منذ ذلك الوقت أشعر بالتيه والتشتت لعدم إرادتي لهذا العمل ولهذا المجال، وهذه يمثل نسبة كبيرة من الطلاب الذين يدخلون الجامعة بتخصصات لا يريدونها، إلا أنهم مجبورون بذلك بسبب علاماتهم.

وأين ما اتجهت من أجل العمل سُئلت عن شهادتي فأجيب وأنا في حسرة - ورضا بقضاء الله – شهادتي محاسب، وأنا أكره هذا التخصص؛ لأني أعمل به منذ سنة إلى الآن، فلم أجد نفسي فيه أبدا، والعوائق في بلدي كثيرة جدا في إعادة البكالوريا من أجل دخول التخصص الذي لعلي أرا نفسي فيه، بعد جهد جهيد في البحث داخل نفسي عن ماذا أريد، وما هي قدراتي ومواهبي، وإلى الآن لم أجد دليلا يوصلني إلى الاستقرار الذاتي، خصوصا أني محاط بالضغوط الواقعية التي تجعل ميزان الحياة مضطرب، أريد التوجيه والإرشاد منكم باستبيان في تحديد الغاية الذي خلقت من أجلها (التأثير في الأرض) غير العبودية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الفقير إلى الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس بالضرورة دائماً أن ندرس في الجامعة التخصص الذي نحبه ونميل إليه، وذلك لعدة عوامل منها: انخفاض المعدل التراكمي في الثانوية، الظروف المالية للطالب، ظروف صحيّة، ظروف أسريّة. ولكن يمكننا أن نتفوق في الجامعة ونحصل على معدلات عالية تؤهلنا للعمل في أماكن مرموقة.

أخي العزيز، فيما يلي عدد من الإرشادات التي ستساعدك بمشيئة الله على تحقيق ذاتك، والإبداع في عملك، وهي إرشادات أنت تقرر ما تختار منها بما يناسب ظروفك:

- الالتحاق بدورات عالمية لتطوير قدراتك، وهذا يضمن لك بمشيئة الله التنوع في الأعمال ويفتح أمامك عدة مجالات، بدلاً من أن تحصر نفسك في دائرة ضيقة من التخصص، وهذه الدورات: CPA (محاسب قانوني معتمد)، وشهادة CMA (محاسب إداري معتمد)، وشهادة CMA (المدقق الداخلي المعتمد)، وغيرها من الدورات في العلوم المالية والمصرفية والمصارف الإسلامية التي تستطيع من خلالها إحداث تغيير نوعيّ في تخصصك. ويوجد العديد من المواقع العالمية التي تعقد دورات وتؤهلك للامتحان فيها بشكل نظامي وأحد هذه المواقع Udemy، حيث ستجد العديد من الدورات المجانية.

- بإمكانك إكمال دراستك العليا بالتخصص الذي تميل إليه ويتناسب مع قدراتك، أما إذا كان المعدل لا يتيح لك هذه الفرصة، فعليك بالخيار الأول (الدورات العالمية).

- خطط لمشروعك الذي تديره أنت بدلاً من العمل كموظف، وليكن هذا هدفك الذي ترنو إليه، فهذا سيجعلك أكثر قناعة بما تقوم به؛ لأن أمامك هدفا تود الوصول إليه.

- اتبع طريقة العمل الجاد وليس العبقرية، فالمتفوقين والعباقرة المبدعين يرفضون فكرة أن ما يقومون به يتطلب موهبة فطرية، بل العمل الجاد يأتي في المقدمة. وهذا يتطلب منك ابتكار أفكار جديدة وأن تزيل العقبات التي قد تحول بينك وبين التقدم.

-عليك أن تبدأ بالتغيير، ولا تنتظر حتى تتشبع بالطاقة السلبية، لأنه في حينها يصبح من الصعب التغيير، خصوصاً أنك ما زلت في مقتبل العمر. إن التغيير لا يأتي طالما الشخص ينظر إلى عمله أو حياته نظرة سلبية، فالتغيير يحتاج عزيمة وإرادة وتصميم وهذا كله لا يتأتى إلا بالنظر للأمور نظرة إيجابية، والتفكير بطريقة عقلانية.

- أتقن عملك، فالإتقان يوَّلد عند الشخص حب العمل والإخلاص فيه، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً