الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض جسدية بالرغم من سلامة التحاليل، فهل أنا مصاب بمس؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ فترة أصبت بدوخة، وقيء، وارتفاع في درجة الحرارة، والآن لدي ضيق في التنفس، وقد ذهبت لخمسة أطباء، وكل واحد منهم كان لديه تشخيص مختلف، فمنهم من قال: بأن لدي ارتجاعا في المريء، أو التهابا في المرارة، حتى أنهم شكوا بإصابتي بالكورونا، ولكن بعد عمل الأشعة وتحاليل الانيميا والغدة الدرقية والجرثومة، تبين أنه ليس لدي شيء، وأني سليم، ولا يوجد لدي سبب عضوي، فهل أنا أعاني من مرض نفسي أم أن ما أصبني مس وسحر؟

أرجو الإجابة وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: أنت قابلت عددًا من المختصين فيما يتعلّق بشكواك هذه، وضيق التنفس قد يكون عضوي المنشأ، أو قد يكون نفسيًّا، في بعض الأحيان القلق والتوتر النفسي حتى وإن لم يكن ظاهرًا قد يؤدي إلى توتر جسدي يُصيب على وجه الخصوص بعض الأعضاء في الجسد – كالصدر مثلاً – أي أنه يحدث انقباض في عضلات القفص الصدري، ممَّا يجعل الإنسان يحسّ بالكتمة وضيق النفس، فالقلق والتوتر ربما يكون سببًا، لكن قطعًا يجب أن نتأكد تأكيدًا قاطعًا أنه لا توجد أسباب عضوية. في بعض الأحيان بعض الحساسيات البسيطة جدًّا قد تؤدي إلى الشعور بالضيق في التنفس.

أنا حقيقة أنصحك بأن لا تُكثر من التنقّل بين الأطباء، لأن هذا قد يزيد من قلقك وتوترك. وفي ذات الوقت حاول أن تتدرَّب على تمارين الاسترخاء بصورة مكثّفة جدًّا، هنالك تمارين استرخائية: تمرين الشهيق والزفير، وتمرين قبض العضلات وشدِّها ثم إطلاقها، وهذه التمارين كلها موضّحة على برامج كثيرة على اليوتيوب، يمكنك الاستعانة بأحد هذه البرامج.

وإذا أردتَّ أن تُطبق تمرين التنفس التدرّجي يمكن أن تجلس على كرسي مريح في مكانٍ هادئ – أو تكون على السرير أفضل – وتضع يديك على صدرك، أو بجانب جنبيك، وتغمض عينيك قليلاً وتفتح فمك قليلاً، وتقوم وأن تتأمّل في شيء جميل، تقوم بشهيق قوي وبطيء، أي: تُدخل الهواء في الصدر عن طريق الأنف، والمدة الزمنية المضلة هي سبع إلى ثمان ثوان، بعدها أمسك الهواء في صدرك لمدة أربع ثوان، ثم أخرج الهواء عن طريق الفم، وهذا هو الزفير، ويجب أن يستغرق أيضًا سبع إلى ثمان ثوان، وهذا يعني أن إخراج الهواء أيضًا يكون بقوة وبطئ.

كرر هذا التمرين خمس إلى ست مرات في كل جلسة بمعدل مرتين أو ثلاثة في اليوم. سوف تجده إن شاء الله مفيدًا جدًّا.

وأنا أنصحك أيضًا بتناول أحد الأدوية التي تفيد في الأعراض النفسوجسدية، الدواء يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد)، دواء بسيط، يمكنك أن تجرّبه، أسأل الله أن يفيدك، والجرعة هي: أن تأخذ خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء.

أمَّا موضوع العين والسحر – يا أخي – فهي حق وموجودة، لكن لا أعتقد أن هذا الأمر له علاقة بالعين أو السحر، لكن قطعًا سيكون من التحوّط الجميل أن تحرص دائمًا على صلواتك في وقتها، وأذكارك – خاصة أذكار الصباح والمساء – وتلاوة القرآن، وأن تحصّن نفسك بالرقية الشرعية، هذا أيضًا فيه دائمًا خير كثير، ويطرد إن شاء الله تعالى كل هذه الشرور، لكن لا أعتقد أن الأمر له علاقة بمسٍّ أو بسحرٍ أو بعين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً