الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب بعض التغيرات التي طرأت على والدي؟

السؤال

في الفترة الأخيرة والدي (70 عاما) يعمل الآتي:

- نوم الليل قليل مع تعويض بنوم النهار أحياناً، مع ملاحظة أنه في كل الأحوال نومه متقطع، ساعة مثلاً ثم استيقاظ ثم نوم ساعة أو أقل أو أكثر مرة أخرى وهكذا، ولكن الملاحظ أنه أثناء النهار ينام أفضل، وعند الاستيقاظ يريد منا دائماً الاستيقاظ معه، حتى وإن لم يكن يريد شيئاً معيناً، وأيضاً بعد الاستيقاظ ليلاً يظل يدخل الغرفة ويخرج منها ويدخل المطبخ ويخرج منه، وهكذا بدون سبب واضح.

- الملل الزائد أثناء الجلوس والوقوف، وصبره على الأشياء قليل فيكون لديه استعجال (على سبيل المثال إذا أردنا الغذاء يكون منتظرا بفارغ الصبر رغم أنه بالكاد يأكل شيئاً بسيطاً عند الجلوس).

- النسيان زاد بشكل ملحوظ أحيانا لأشياء قديمة وأحياناً حديثة، وأشعر به أكثر حين الاستيقاظ من النوم (على سبيل المثال يبحث في الشقة عن إخوتي المتزوجين منذ سنوات، وأحياناً وأنا واقف أمامه يسألني عن نفسي موجود أم لا.

- ما زاد في الآونة الأخيرة هو خلطه للأمور بشكل غريب في بعض الأحيان، وإن كانت ليست كثيرة كمثال الربط بين دفع إيجار الشقة لشخص هو ليس المالك وأمور أخرى غير مفهومة.

- في كثير من الأحيان يكون كالمهموم أو الشارد بعض الشيء، حتى إن المسلسلات والأفلام التي نقوم بمشاهدتها معه للتسلية يشاهدها أحياناً معنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يجب أن تأخذ والدك إلى طبيب نفسي ليقوم بعمل دراسة كافية لحالته، وكشف الحالة العقلية، لكي يصل إلى التشخيص المناسب، ومن ثمّ وضع الخطة العلاجية؛ لأن هنالك مؤشرات تُشير إلى أنه احتمال أن يكون والدك مُصابا بالاكتئاب، مثل صعوبة النوم والقلق الشديد، وفقدان الاهتمام والاستمتاع بالأشياء.

والنسيان أيضًا – أخي الكريم – قد يكون عرضًا من أعراض الخرَف، لذلك يجب أن يتمّ عرض أبيك على طبيب نفسي للوصول إلى التشخيص المناسب.

الاكتئاب له علاج طبعًا، علاج فعّال، وبعده -إن شاء الله- تزول الأعراض، ويرجع لحالته الطبيعية، أمَّا الخرف فيأخذ مسارًا مختلفًا، وليس له علاج فعّال، ولكن هنالك بعض الأدوية الحديثة التي تُساعد من تدهور حالته.

لذلك أهم شيء هو عرض والدك على طبيب نفسي للوصول إلى التشخيص الصحيح، ومن ثم إعطاء الدواء المناسب لحالته، حتى يتعافى من هذه الأعراض التي يُعاني منها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً