الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أنا فتاة تبلغ من العمر 18 سنة، مشكلتي أنني أحس بضيق في صدري، وتعرقل شديد، وخوف شديد جدا، بكاء بدون سبب، أجلس أتذكر ذنوبي وأبكي، أحيانا لا أتحمل الوضع لدرجة أنني أفكر بالانتحار، حتى أنني لا أشعر بالسعادة إطلاقا، رغم أنني أحافظ على صلاتي وقراءتي القرآن، لكنني دائما ما يراودني إحساس أن الله سوف يعاقبني ويبتليني، حقا أنا تحت تأثير نفسي كبير!

أشعر بضيق على صدري يدفعني إلى البكاء لا أستطيع تحمل هذه الحالة، أنا أفكر بالانتحار! سرعة تنفسي تزداد، فكرت في الذهاب لطبيب نفسي لكن لم أقدر!

هل يمكنكم مساعدتي على الأقل بدواء يهدئ من حالتي النفسية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رندة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنا أود أن أبعث لك رسالة طمأنينة صادقة وأؤكد لك أن حالتك حالة بسيطة، نعم هي مزعجة جدًّا، لكن الأمر كله مجرد قلق نفسي مصحوب بمخاوف وشيء من الوسوسة، وهذا نسمّيه قلق المخاوف الوسواسي، ونسبةً لصغر سِنك ومرحلتك العمرية وكذلك نسبةً لأن نفسك اللوامة قويّة جدًّا ومتسلطة عليك أصبحتِ في حالة من الفزع والخوف والوسوسة.

طبعًا تفكيرك في الانتحار أمرٌ غير مقبول أبدًا، الله لطيف بعباده، وهو بنا رحيم، قال سبحانه: {إنه كان بكم رحيمًا}، وقال قبلها: {ولا تقتلوا أنفسكم}، المسلم يجب أن يكون قويًّا وصامدًا في وجه هذه الابتلاءات، وهي بالمناسبة ابتلاءات بسيطة جدًّا، ويمكن أن تُعالج، وتُعالج بصورة فاعلة جدًّا.

فكّري في الحياة بصورة إيجابية، نظّمي وقتك، اجتهدي في دراستك، ولا تفكري في هذه الأفكار السلبية السخيفة، استبدليها بأفكار إيجابية.

طبعًا إذا ذهبت إلى طبيب نفسي هذا يكون أمرًا ممتازًا، لأنك في حاجة لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، أنا في مثل حالتك حقيقة أفضل الذهاب إلى الطبيب، ليس لصعوبة في حالتك، لكن نسبةً لصغر سنك والمتابعة دائمًا سوف تكون أفضل، فأرجو أن تشاوري والديك في هذا الأمر، ولا تتناولي الدواء دون إذنهما، هذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا.

من الأدوية الممتازة جدًّا والمفيدة جدًّا في حالتك عقار يُسمَّى (سيرترالين) واسمه التجاري (زولفت) وربما يوجد تحت مسميات تجارية أخرى في بلادكم. الدواء غير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، وهو من أفضل الأدولة التي تُعالج قلق المخاوف الوسواسي.

تكملة للمعلومة العلمية سوف أذكر الجرعة المناسبة في حالتك: تكون البداية بنصف حبة - خمسة وعشرين مليجرامًا - مساءً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تتناولين حبة كاملة لمدة أسبوعين، ثم حبتين ليلاً - أي مائة مليجرام - لمدة شهرين، ثم تجعلينها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ ليلاً لمدة أسبوعين أيضًا، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

كما ذكرتُ لك الدواء دواء رائع ودواء سليم، وربما يفتح شهيتك نحو الطعام قليلاً، فإن حدث شيء من هذا يجب أن تتخذي المحاذير اللازمة لمنع زيادة الوزن.

إذًا الأمر بسيط جدًّا، هو قلق مخاوف وسواسي، والضيق الذي يحدث في صدرك سببه أن التوتر النفسي يؤدي إلى توترات عضلية، وأكثر العضلات التي تتأثّر هي عضلات القفص الصدري، إذًا لا يوجد مرض عضوي، لا يوجد مرض في القلب، إنما هو توتر عضلي ظاهري ناتج من القلق.

التعرُّق الشديد طبعًا ناتج من اضطراب في الجهاز العصبي اللاإرادي، نسبةً للقلق وللتوتر.

أنا سعدتُّ جدًّا أنك تحافظين على صلاتك وقراءة القرآن، فأرجو أن تسيري في نفس هذا الطريق، والأمر ليس له أبدًا علاقة بما تعتقدين أن الله تعالى يريد أن يُعاقبك، الله لطيف بعباده - كما ذكرت لك - وهذا مجرد ابتلاء بسيط جدًّا، وهذه الحالات تُعالج بصورة ممتازة جدًّا.

أريدك أيضًا أن تُطبقي تمارين استرخاء، فائدتها كبيرة جدًّا، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) يمكنك الرجوع إليها وتطبيق التمارين المذكورة فيها، وهي ذات فائدة عظيمة جدًّا.

أرجو أن تطمئني، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً