الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الخوف المكتسب عند الأطفال

السؤال

ابنة أختي لا تتجاوز من العمر سنة ونصف السنة، كانت تتميز بكونها لا تخاف من أي شيء، قبل أيام غفل عنها الأهل أمام دجاجة حركت جناحيها فجأة بقوة؛ فأصاب الصغيرة رعب شديد، منذ ذلك اليوم وهي تخاف من أشياء لا تثير الخوف، وفي بعض الأحيان تتصرف كأنها ترى شيئاً في الفراغ، ما الذي أصابها؟ وما العلاج؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من المعروف والمتعارف عليه بين أطباء النفس للأطفال أن كل المخاوف تُعتبر أمراً مكتسباً لدى الطفل؛ بمعنى أن يمر الطفل بتجربة معينة، وهذه التجربة تؤدي إلى تكون الخوف لديه، وتؤكد لنا النظرية السلوكية أن الشيء المتعلّم يمكن أن يفقد تعليمه، بمعنى أن في حالة هذه الطفلة لا شك أن الحركة التي قامت بها الدجاجة كانت هي السبب الرئيسي في مبعث الخوف لدى الطفلة، وهذا أمرٌ متوقع؛ لأنها تبلغ من العمر 18 شهراً فقط.

بما أن هذه الطفلة قد اكتسبت هذا الخوف فيمكن أن يزول عنها وتفتقده أيضاً، وذلك حسب النظرية السلوكية التي ذكرتها سابقاً، فقط الشيء المطلوب هو أن لا يُثار أمر الدجاجة أمام الطفلة، بل على العكس يمكن أن تُعرض على الطفلة بعض الألعاب التي تصور الدجاج على سبيل المثال، كما أن الطفلة حين تخاف أو تبني شعوراً بالخوف يمكن طمأنتها وذلك باحتضانها في تلك اللحظة، ثم بعد ذلك نعرضها مرةً أخرى على المُثير الذي أدى إلى خوفها، وإذا صرخت أو احتجت يمكن أن نقوم مرةً أخرى بطمأنتها، وبعد فترة من الوقت نقدم لها أو نعرض عليها مصدر الخوف مرةً أخرى، وبالتأكيد سوف يتلاشى الخوف بالتدريج؛ لأن النظرية النفسية تؤكد أنه يحدث نوع من فك الارتباط الشرطي، وفي هذه الحالة هو تلاشي الخوف بالتدرج.

عموما لا زالت هذه الطفلة صغيرة، وكل الذي تحتاجه هو أن تُطمئن بما يناسب عمرها، ولا شك أن تطبيق الإرشادات النفسية السلوكية سيكون مفيداً لها بإذن الله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً