الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطرابات في النوم وأعراض أخرى، فهل ما أعانيه عضوي أم نفسي؟

السؤال

‎السلام عليكم.

لا أعرف من أين أبدأ! منذ تقريباً ٥ أشهر شعرت بتوتر وقلق وسرعة وقوة في ضربات القلب مع اضطراب في النوم، لم أعلم ما السبب ولكني ذهبت وكشفت واتضح أن كل شيء سليم، مع عمل رسم قلب.

‎المهم أنا صدقت أنه توتر فبدأت أبحث عن نباتات طبيعية لتهدأ جسمي، فجربت الاشوجندا، ‎الحمد لله تحسنت ضربات قلبي، وأصبحت أشعر بالهدوء في جسمي، ولكن ما زال في عقلي عدم هدوء، وأوقات أشعر بالقلق أن أموت، ولكني أحاول عدم التفكير في الموضوع، وتركت الموضوع على الله.

عندي بعض الاضطرابات في النوم، أوقات أنام بهدوء، وأوقات أنام ولكن ليس بعمق، أوقات تأتيني أفكار خوف بسيطة من المرض، وأوقات يكون مزاجي جيدا وممتازا، مع عدم التركيز أكثر الوقت، وتعب من أقل مجهود.

‎المهم ذهبت إلى دكتور باطني وجهاز هضمي، أخبرني أن لدي ارتجاعا في المريء، وقولن عصبي، وأعطاني أدوية نكسيام انتودين واثوماش، مع دواء توب مود ٥٠، حبة الصبح وحبة بالليل، وشعرت بتحسن خفيف، وأفكار الخوف البسيطة ذهبت، ولكن عندما توقفت عن توب مود رجعت مرة أخرى ولكن بشكل أقل طبعاً وقت ما كنت أستخدم العلاج، ما زالت اضطربات النوم موجودة حتى وقت استخدامه.

‎الآن أريد نصيحتك، وهذه هي القصة كلها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أعراضك جُلّها أعراض قلق نفسي، وليس أكثر من ذلك، وحتى الأعراض الجسدية مثل تسارع ضربات القلب واضطراب النوم هي ناتجة من القلق. الحمد لله فحوصاتك كلها جيدة، وموضوع ارتجاع المريء أمر بسيط جدًّا، فلا تحمل همًّا، وعقار (نكسيام) الذي وصفه لك الطبيب هو عقار ممتاز وجيد جدًّا، يُساعد في علاج ارتجاع المريء.

أخي: أنت محتاج أن تمارس الرياضة باستمرار، الرياضة مفيدة جدًّا للقلق وللتوتر وللأعراض النفسوجسدية، ومحتاج أيضًا أن تنام نومًا ليليًّا مبكِّرًا، ثبت وقت النوم، لا تتناول الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساءً، تجنب النوم النهاري، واحرص على الأذكار، هذا سوف يُساعدك في النوم، وسوف أصف لك أيضًا علاجًا بسيطًا وجيدًا وممتازًا في هذا السياق.

أخي: حسن إدارة وقتك، وأشغل نفسك بما هو مفيد، وكن شخصًا متفائلاً وإيجابيًا، واحرص على صلة الرحم، والتواصل الاجتماعي بصفة عامة. اسع في تطوير نفسك في محيط العمل، أو الدراسة الجامعية إن كنت من الذين يدرسون، وهذا الأمر إن شاء الله تعالى أمر عارض وسوف يختفي.

عقار (توبمود) جيد، لكن أنا أنصحك بتناول عقار (إميتربتالين) والذي يُعرف تجاريًا باسم (تربتزول) لأنه دواء رائع جدًّا لتحسين النوم بصورة فعّالة جدًّا، هو من الأدوية القديمة لكنّه جيد وسليم، له بعض الآثار الجانبية البسيطة مثل الشعور بالجفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج، لكن بما أننا سوف نبدأ لك بجرعة صغيرة جدًّا قد لا تحس بهذه الأعراض، أي أعراض الجفاف في الفم.

ابدأ بجرعة عشرة مليجرام ليلاً من الإميتربتالين، تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعل الجرعة عشرة مليجرام ليلاً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

وأرجو أن تُضيف له دواء آخر ممتاز بسيط، يُعالج الأعراض النفسوجسدية بصورة ممتازة، الدواء يُسمَّى علميًا (سلبرايد) واسمه التجاري (دوجماتيل) تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

إذًا هذه هي الوصفة العلاجية الدوائية التي تناسبك، وفي ذات الوقت وجّهنا لك بعض الإرشادات السلوكية والاجتماعية التي يجب أن تأخذ بها، واحرص على الصلاة في وقتها، والدعاء والورد القرآني، وكن بارًّا بوالديك، ودائمًا انظر للمستقبل بأمل ورجاء.

هذا هو الذي أنصحك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً