الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم للزواج بي رجل حديث الإسلام، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

س1: لدي صديق أجنبي حديث الإسلام، له سبع سنوات إلى الآن، ما هي الوصايا للتعامل مع هذه الفئة؟ وما الذي يترتب علينا فعله؟

س 2 : كان قد تعرف على فتاة عربية من شمال أفريقيا، وهو من أوروبا، وينوي الزواج بها، فكيف عليهم التواصل بدون أي تجاوزات؟ وما هي إيجابيات وسلبيات مثل هذه الزيجات؟

كنت قد تعرفت على شاب مسلم أجنبي من أوروبا 23 سنة، وأنا من شمال أفريقيا 21 سنة، كنا في بادئ الأمر نتكلم بشكل عام، ثم صارحني بإعجابه بي وأنا كذلك، لكنني أخبرته أن نتريث في ذلك وأن مثل هذه العلاقات لا تجوز، وأخبرني بنيته في الزواج، لكنني لست على استعداد، ولا هو أيضاً، لكنني على علم بصدق نيته، وأنه يريد من يكمل معها حياته، خاصة بعد الظروف الذي مر بها، بسبب إسلامه، وضغوطات مجتمعه وأسرته.

هل أقطع علاقتي به نهائياً أم نتوقف عن الكلام لحين أن يكون كلا الطرفين مستعدين لذلك أم أكمل معه كزميلة، وأعرف أن هذا سيكون شائكاً نوعاً ما لكن أسانده وأقف بجانبه حتى تتحسن ظروفه مع عائلته، ويستقر لوحده، فهل ما أفعله صواب؟

وشكراً لكم، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك هذه الأسئلة الرائعة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهديك وييسّر الهدى عليك، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

أمَّا بالنسبة لهذا الشخص الأجنبي الذي دخل الإسلام فعلينا أن نُشجعه بأن يتعلّم العلم الشرعي، وأن يتعرَّ على هذا الدين العظيم، وأن نجتهد في ربطه بمراكز إسلامية وبشباب ذكور، واضحٌ أنه رجلٌ وأنت فتاة، فلذلك لا ننصح بالاستمرار معك، لكن من المهم أن نربطه بمركز إسلامي أو بشباب مسلمين من إخوانك أو أعمامك – يعني محارمك – أو من غيرهم من المراكز الإسلامية حتى يُواصلوا معه ويُحبِّبوا له هذا الدين ويعلّموه أحكام هذا الدين ويؤاخوه في الله حتى يُساعدوه في تجاوز العقبات والصعوبات التي ربما تواجهه في البدايات.

أما بالنسبة للسؤال الثاني وهو: قصة الفتاة التي تعرَّفت على شاب من أوروبا؟ .. ينبغي أن يكون التواصل مكشوفًا ومعروفًا، ويبدأ هذا التواصل بالتعرُّف على أهله وأهلها، الإسلام لا يرضى بأي علاقات في الخفاء، ولا يرضى بأن تتمدّد هذه العلاقات قبل أن نتأكد من إمكانية إكمال المشوار، فقد يرفض أهله، وقد يرفض أهلك، وهذه العلاقة لن تستمر دون أن تكون هناك تجاوزات، لأن الشيطان هو الثالث.

لذلك إذا كانت هناك رغبة في إكمال المشوار فأول الخطوات هو أن يتعرَّف على محارمك – والدك أو إخوانك أو أعمامك أو خيلانك – ويتواصلوا معهم، تتعرفي على أهله ثم تتواصلوا معهم، ثم تتوّج هذه المعرفة بما يُسمَّى بالخطبة، وهي وعدٌ بالزواج، وأثناء الخطبة من حق كل طرف أن يتعرف، وأن يسأل، وأن يبحث، وأن يتواصل في حدود الخطبة، الخطبة هي وعدٌ بالزواج، لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا التوسّع معها في الكلام، وإذا كان هو بعيد فأيضًا نوع الكلام ينبغي أن يكون منضبطًا.

أمَّا بالنسبة للسؤال الثالث وهو أنك تعرفت على شاب مسلم من أوروبا وأنت من إفريقيا وحصل الإعجاب: أيضًا نريد أن نقول هذه العلاقة ما ينبغي أن تستمر إلَّا بمعرفة من الأهل، إلَّا عبر المجيء للبيوت من أبوابها نيتُه بالزواج في مكانها، والآن تعرف عليك، ونقترح عليه أن يُعدّ نفسه، وأن تُعدّي نفسك، ثم بعد ذلك يحصل التواصل، يعني: الآن يتم التوقف، تقطعون العلاقة وتتوقفون عن هذه العلاقة، حتى تُوضع في إطارها الشرعي.

ليس هناك زمالة بين شاب وفتاة إلَّا في إطار الزوجية أو في إطار المحرمية، يعني: بأن تكون عمّاً لها أو خالاً لها – أو كذا – أو تكون زوجة أو خطبة شرعية مُعلنة، لكن غير هذا ما ينبغي أن يستمر هذا التواصل، ولا مانع من أن تكلّفي إخوانك أن يقفوا بجانبه أو يتواصلوا معه، تُعرِّفيه على إخوانك من الذكور، أو يُعرِّفك على أخواته من البنات من أجل أن يكون التواصل بين البنات أو بينه وبين محارمك، حتى يستمر خيط وشعرة العلاقة.

أمَّا أن يكون بينك وبينه تواصل فليس في الشرع ما يُبيح ذلك، وليس في هذا مصلحة، لأن الشيطان – كما قلنا أيضًا – هو الثالث، ولأن مثل هذه العلاقات قد يحصل منها تعلُّق ثم بعد ذلك لا يتم الزواج فتحصل الأتعاب للطرفين، ويكون ذلك خصمًا على السعادة الأسرية لكلا الطرفين.

أنا أريد أن أقول: أي تواصل خارج الأطر الشرعية حتى ولو للزواج فعلاً فإنه مصدر خصم وإزعاج بعد الزواج، فكيف لو لم يحصل الزواج؛ فذلك هو العذاب فعلاً.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يهيدك إلى الحق، ونحن سعدنا بهذه الأسئلة لأنها واضحة، وبمجرد السؤال يدلُّ على أنه في الأمر شيء، فالإثم ما حاك في الصدر وتلجلج فيه، ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً