الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من كآبة ونسيان وعدم تفكير

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أعاني من عدم القدرة على التفكير حرفياً في أي شيء كبير أو صغير، لا يمكنني التفكير فيه، وإن كان الموضوع هاماً بالنسبة لي، فإني أحاول التفكير وبعدها أحس أني ليس لدي القدرة أن أفكر أكثر، كأنه يوجد شيء يغطي علي!

حين أتكلم مع أحد، ما أفكر، فقط أتكلم معه بشكل منطقي بدون تفكير! علماً أني جيد جداً، ويمكن أني ذكي في كل شيء، ولكن عندي نسيان دائم.

قرأت عن موضوع الضباب العقلي، وأنا ليس عندي كل أعراضه، يعني أنا أركز في كل شيء إذا كان مثلاً يحتاج مني تفكيراً أتذكره أو أفكر فيه بشكل مستقبلي، إذا كان واقعياً أتعامل معه بشكل منطقي فقط.

غير النسيان والتفكير كذلك عندي تقلب غريب في مزاجي، دائماً مزاجي يكون جيداً وفجأة يصبح مغلقاً، يعني يمكن في اليوم يتغير مزاجي أكثر من ست مرات!

كذلك عندي رجفة في يدي خفيفة، وأظن أنها بسبب القهوة، فأبي كان لديه مرض سكر، وما أدري إذا كانت القهوة والوراثة تأثر أم لا، والقهوة ما أظن أنها سبب في مشكلة التفكير، لأن التفكير ظهر قبل أن أشرب كافيين.

ما أدري ماذا أعمل؟ إذا كان توجد علاجات حبوب أو عقاقير فأتمني أن توجهوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Moataz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لعلك تتكلم عن التفكير الإيجابي الذي يؤدي إلى حلول المشاكل، وليس التفكير على إطلاقه، لأنه لا يمكن أن يتوقف التفكير لأي شخص، التفكير عند الإنسان كالدم في الجسد، فطالما الإنسان حي وله عقل ويكون يقظاً، فمعنى ذلك أنه يفكر باستمرار، ولكنك تتكلم عن التفكير الإيجابي الذي يؤدي إلى معالجة المشاكل الحياتية، والمضي بالحياة قدماً.

لعلك -أخي الكريم- تعاني من قلق وتوتر، وبعض أعراض الاكتئاب، وهذه طبعاً دائماً تكثر في هذه السن سن الثامنة عشر، السن التي تفصل بين المراهقة والبلوغ، والتي دائماً تكون مرحلة مفصلية في حياة كل شاب وشابه.

الانتهاء من مرحلة الثانوية وبداية الحياة الجامعية وهكذا، دائماً تكون لها مشاكلها ولها تبعاتها من القلق والتوتر والاكتئاب، لا أظن أن القهوة لها علاقة بما تحس به، عدم الإفراط في القهوة شيء مطلوب ولكن لا أظن أنها لها علاقة بما تحس به.

اجعل لك دفتراً -يا أخي الكريم- حدد يومياً أشياء محددة يجب عليك فعلها، ولتكن في متناول اليد، حتى ترجع إليك الثقة في نفسك، ويرجع إليك التفكير الإيجابي.

هناك حبوب أو أدوية يمكن أن تستعملها لمن هم في سنك، ولعل أحسن دواء يناسبك هو ما يعرف بالفلوكستين 20 مليجرام كبسولة بعد الإفطار لا يسبب أي نوع من الإدمان، لا يؤدي إلى النوم، أو زيادة الوزن، وتحتاج لعدة أسابيع حتى يظهر مفعوله ثم بعد ذلك استمر عليه لفترة لا تقل عن 6 أشهر حتى تختفي كل هذه الأعراض، وينصلح التفكير عندك أو ينقلب إلى تفكير إيجابي وتختفي تقلبات المزاج وترجع إلى حياتك الطبيعية، ويمكنك التوقف من الفلوكستين بدون تدرج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً