الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من المازوخية وأنا مقبل على الزواج.. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أعاني من المازوخية، وأنا مقبل على الزواج، لكنني خائف وأود أن أذهب لطبيب نفسي ليعالج حالتي، لكنني خجل من مصارحته، أتمنى أن تفيدوني. علما أنني توقفت عن العادة السرية، ومشاهدة الإباحيات منذ فترة 5 أشهر، وأحافظ على صلاتي من وقتها، واليوم أنا أريد أن أكون زوجا وأبا صالحا.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأنا سعيد جدًّا أنك مُقبل على الزواج.

أيها الفاضل الكريم: علاج المازوخية والسادية وكلّ ما يتبعها يعتمد على العزيمة والتصميم والإصرار، وأن تُدرك هذا الأمر فيه تحقير كبير جدًّا للذات، والإنسان لا يريد لنفسه أن تكون وضيعة، ولا يريد لنفسه أن يكون حقيرًا أو مُحقّرًا.

فيا أيها الفاضل الكريم: اجعل لنفسك نصيبًا من العزم والإرادة والتصميم والقصد على التغيير، وهذا أهم شيء، ويجب أن تعرف أن هذه الممارسة ممارسة مُخلّة، ممارسة فيها تبديد للنفس، فيها احتقار للنفس، هذا هو خط العلاج الأول، التغيير الفكري المعرفي الذي يقوم على التفهّم الحقيقي لطبيعة المازوكية، وأنها امتهان للنفس، هذا أمر.

الأمر الثاني – أخي الكريم -: أنت رجل -ما شاء الله- تُصلّي، فأنا أقول لك: اجتهد في صلاتك واجعلها أكثر خشوعًا؛ لأن الصلاة الخاشعة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولا شك في ذلك.

وعليك بالدعاء، وتلاوة القرآن، وعليك بمصاحبة الصالحين من الشباب، وأن تكون بارًّا بوالديك، وأن تمارس الرياضة، وأن تجتهد في عملك، وأن تقرأ، وأن ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل وحلال، وأن تُصادق الصالحين من الشباب – كما ذكرنا – فهذه هي الأسس الرئيسية للتغير والانصراف عن هذه الأمور فيها الهلاك.

وأنا حقيقة أقول لك: حاول أن تُفتِّت بل تُدمّر ثقافتك الجنسية المنحرفة، وسامحني في هذا – أيها الأخ الكريم – لكن هذه وسيلة مهمّة جدًّا، أنت لديك خبرة في مشاهدة الأماكن والمواقع الإباحية والخلاعية، وممارسة العادة السرية، وما يصاحبها من شهوات منحرفة وشاذة، لديك خبرة كبيرة في هذا الأمر، فيجب أن تُدمّر هذا كله، يجب أن تفتح صفحة جديدة مع نفسك، وتعيش حياة طيبة نقية وطاهرة، وهذا سوف يُساعدك كثيرًا.

هنالك بعض الأدوية التي قد تُقلِّل من الاندفاعات النفسية السلبية، ومنها عقار (بروزاك) فيمكنك أن تتناوله أيضًا كعلاج جيد يُساعدك، لكن لا أقول لك أن هذه الحالة علاجها دوائيًا، علاجها الأساسي هو ما أوضحتُه لك من أسس سلوكية.

جرعة البروزاك التي تحتاجها هي أن تبدأ بكبسولة واحدة – أي عشرون مليجرامًا – يوميًا، تتناولها لمدة أسبوعين، ثم تجعل الجرعة كبسولتين يوميًا – أي أربعين مليجرامًا – لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

البروزاك دواء جيد وسوف يُساعدك -إن شاء الله- كثيرًا، لكن لا تعتمد عليه لوحده، واتبع ما وجّهناك به من إرشاد، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً