الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتار في اختيار التخصص الجامعي فأرجو إرشادي

السؤال

السلام عليكم.

أهلي منذ صغري يتمنون ويريدون لي أن أصبح طبيبا، علاماتي الحمدلله جيدة جدا خصوصا في المواد العلمية، عن نفسي كان شعوري أنني أحب الحاسوب والرياضيات وربما الفيزياء أكثر من علم الأحياء.

عندما أنهيت الثانوية كتبت ورقة بالخيارات وما لها وما عليها، فوجدت أن الطب إجمالا هو أفضل حتى لو لم أفضله في قلبي، وذلك لأسباب أخرى مثل توفر فرص العمل في أي مكان، وأنا الآن لجأت إلى ألمانيا وأنوي العودة إلى بلد مسلم حيث التطور التكنولجي أقل، فقد لا أعمل إن اخترت مجالا تكنولوجيا؛ ولأنه أفضل عمل دنيوي في الإسلام، وقد صليت الاستخارة وقدمت على الطب، والآن أنتظر إجابة الجامعة.

حتى أنني كنت عندما أفكر في الخيارات الأخرى أحس أحيانا بأنها لا تستحق العناء والانتقال لمدينة أخرى وهكذا، وأن فائدتي للمجتمع كطبيب أكبر.

المشكلة أنني بدأت تأتيني بعض الشكوك أحيانا بأني أفعل ما يرغبه الآخرون، وأني قد أفشل بسبب خوفي وعدم تعودي على لمس جسم شخص مريض والعمل بيدي على جسد وليس على آلة فقط، ومن هذا القبيل.

وسؤالي الآخر: ما هو برأيكم أفضل تخصص (طبي أو حتى غير طبي) يحتاجه المسلمون، أستطيع تعلمه هنا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز، أنت في مرحلة حرجة من اتخاذ القرار، ولا يوجد مجال لأن تكون متردداً، عليك أن تحسم أمرك، وما يجعلك أكثر ارتياحاً في اتخاذ القرار:

- اعمل على تقييم قدراتك، فأنت تعلم إذا كنت تستطيع دراسة الطب والنجاح فيه أم لا، والتقييم يكون من خلال مقارنة السلبيات والإيجابيات في تلك القدرات.

- إن الميول والرغبات في موضوع الدراسة، يجب أن لا تصبح عائقاً أمامك عند اختيار التخصص، بمعنى، اتبع أسلوب "المفاضلة" وليس "الميول"، فالميول قد تدفعك مثلاً إلى دراسة الفن، ولكن المنطق ومعدلك المرتفع يجعلك لا تقارن أو تفاضل بين الفن أو الحاسوب من جهة والطب من جهة ثانية، لأن الفرق كبير، ولكن يمكن لك أن تقارن بين "الطب البشري وطب الأسنان"، أو "الطب البشري والهندسة".

- لا يوجد تخصص حكراً على المسلمين وعليك أن تدرسه، فأي تخصص تخلص وتبدع فيه وتُفيد فيه البشرية وتبتغي فيه وجه الله هو تخصص جيد، والشخص هو نفسه من يجعل لتخصصه فائدة وقيمة.

- مجال تكنولوجيا الحاسوب من التخصصات المتطورة بشكل يومي، ولكنه تخصص مشبع بالخريجين في البلاد العربية وأصبح حالياً يتداخل مع تخصصات مشابهة وهذا ما زاد نسبة البطالة في هذا التخصص. مع العلم أن هناك من الخريجين يعملون بأماكن وشركات عالمية.

- يبقى تخصص الطب يحتل مكانة عالية في التخصصات جميعها، لأن الخريج يختار تخصصه الدقيق بعد دراسته لسنوات الطب العام عن قناعة وتبعاً لميوله، وبذلك يكون أكثر إبداعاً في حياته العملية.

- خريجو الطب من الجامعات الأوروبية الحاصلة على تصنيف متقدم، لهم الأولوية في التوظيف، وتفضيل من قبل المرضى أيضاً، لأن الطب أكثر تقدماً في تلك الدول.

- عليك بصلاة الاستخارة فهي سنة، والدعاء فيها يكون بعد السلام كما جاء بذلك الحديث الشريف، وصفتها: أن يصلي الشخص ركعتين مثل بقية صلاة النافلة، يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن، ثم يرفع يديه بعد السلام ويدعو بالدعاء الوارد في ذلك، وهو: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويُسميه .. من دراسة أو سفر) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به. رواه الإمام البخاري.

وفقك الله -يا أخي- لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً