الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خوف وقلق من مرض القلب.

السؤال

السلام عليكم.

أرجو المساعدة، منذ سنة عانيت من نوبات هلع، كما وصفها الطبيب، وكنت أتناول ازوبتيل وبعدها نقصت الأعراض، لكن كل مرة يأتيني ألم في جسمي يقلقني، ولا أستطيع النوم وضيق في قلبي وحرارة في رجلي، ودائماً أخاف من الموت، وخصوصاً بمرض القلب.

هذه الأيام لدي ألم في صدري في الوسط يزداد مع الحركة، وألم في جهة اليسار بالوخز، وفي الرقبة والظهر، ولا أعرف إن كان من القلب.

أصبحت لا أثق في كشف الأطباء، وكلما تأتي جنازة أحس بالخوف، وأبحث عن سبب الوفاة، ولا أريد شرب دواء، لأني أريد الإنجاب وأخاف أن يؤثر على ذلك.

لا أعرف ماذا أفعل؟ أصبحت قليلة الحركة، وأخاف من بذل مجهود، ومن طلوع الدرج، ودائماً أتفقد ضربات قلبي، لأني أتعب، ويأتيني خفقان شديد.

أرجو المساعدة، من فضلكم ساعدوني، حياتي تغيرت كثيراً، وأصبحت حزينة خائفة، لدي رغبة شديدة بالبكاء، وإن كان وسواساً أود علاجاً بالقرآن، ولا أريد شرب دواء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً ما تعانين منه هو مخاوف وسواسية ورهاب المرض، وبالذات مرض القلب، وخوف من الموت، هذا من أعراض القلق والتوتر، والمخاوف الوسواسية أيضًا من أعراض القلق والتوتر أخذت منحى وسواسيًا بتكرار هذه المخاوف عليك وانشغالك بمرض القلب.

إذًا الموضوع موضوع نفسي مائة بالمائة، ويجب عليك أن تتوقفي عن زيارة الأطباء، لأن هذا يدعم الخوف المرضي، ولا يُساعد على العلاج منه، وعليك بمحاولات الاسترخاء – أختي الكريمة – الاسترخاء بممارسة رياضة المشي يوميًا لمدة نصف ساعة، والاسترخاء عن طريق شد وقبض مجموعة من العضلات ثم إرخائها، أو عن طريق أخذ نفس عميق من الأنف (الشهيق)، ثم حبس الهواء وحصره في الصدر لخمس ثوانٍ، ثم إخراج الهواء ببطء (الزفير)، وتكرار هذا الشهيق والزفير خمس مرات، ويُكرر هذا التمرين عدة مرات في اليوم.

أيضًا طبعًا المحافظة على الصلاة وأدائها بخشوع واطمئنان، وقراءة القرآن بتؤدة وبتمعُّن وتدبُّر، والدعاء، والأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – كل هذه الأمور تؤدي إلى الطمأنينة وراحة البال، وإذا حصلت الطمأنينة وراحة البال فهذا طبعًا يؤدي إلى الاسترخاء وإلى زوال أعراض القلق والتوتر.

طالما أنك لا تحبين تناول الأدوية، فهذه هي الأشياء التي يمكنك فعلها، وإن كان في النهاية هناك أدوية الآن فعّالة وآمنة أثناء الحمل، ولا ضرر منها. فالمهم: إذا استطعت أن تتغلبي على هذه الأعراض – أعراض القلق والتوتر – بما أسديت لك من نصائح وإرشاد فنعمَّا هي، وإلَّا فلا تترددي في الذهاب إلى الطبيب؛ لأنه يمكن أن يعطيك أدوية – كما ذكرتُ – تساعدك، ولا مشكل منها مع الحمل على الإطلاق.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً