الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق الفراق عند الطفل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أم عاملة ولدي بنت عمرها 5 سنوات، وأخرى عمرها سنة ونصف، ابنتي الأولى عندما كانت صغيرة كنت أتركها عند أهلي عندما أذهب للعمل، وتعلقت بأهلي كثيراً، وكانت تجلس عندهم أكثر مما تجلس عندي.

ولكن بعد إنجاب ابنتي الأخرى تعلقت بي كثيراً وصارت لا تفارقني، وكنت متقبلة الوضع؛ لأني أعتقد أن ذلك بسبب غيرتها من أختها، ولكني أحس الآن أن حالتها بدأت تزداد، ففي العام السابق أدخلتها روضة الأطفال وكانت تذهب وحدها بدون أي مشاكل وتعود أيضاً بالباص وحدها، ولكن في هذه السنة عندما أردت إدخالها التمهيدي رفضت بشدة وقالت: إنني خائفة، ولكن ما زاد من خوفي أنها بدأت الآن ترفض حتى الخروج مع والداها وحدهما أو حتى أخي، تريدني أن أذهب معها إلى أي مكان.

وعندما ذهبت إلى زيارة لإحدى زميلاتي والتي لديها بنت في عمر مقارب لها رفضت أن تذهب للعب معها، وعندما أخذتها عنوة بكت، أريد الحل أرجوكم لهذه المشكلة التي بدأت تؤرقني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم لين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الابنة تُعاني وبصورة واضحة مما يعرف بقلق الفراق، وقلق الفراق دائماً يحدث حين يكون الطفل مرتبطاً ارتباطاً قوياً بوالديه، خاصةً الأم، ولا شك أن الطفل دائماً يستمرئ ويستفيد من الحنان الزائد خاصةً الطفل الأول، وهذه الطفلة كانت أكثر التصاقاً مع أهلك، ولكن بعد أن ولدت الطفلة الثانية كما ذكرت أصبحت أكثر تعلقاً بك وذلك كنوع من الغيرة، وهي أصبحت تبحث عن وجود ومكان لها، وهذا شيء غير مستغرب.

الطريقة المثلى للعلاج في مثل هذه الحالة هي أن تبعد الطفلة بالتدريج عن الالتصاق بك، ومن الطبيعي أنها سوف تحتج وتصرخ وترفض ذلك ولكن يكون ذلك دائماً في البدايات، بعدها سوف تتواءم الطفلة وتتكيف مع وضعها الجديد، فأرجو أن تكون لك الشجاعة والقوة والعزيمة في أن تتحملي احتجاجها وصراخها.

ويمكن أن تبدئي على سبيل المثال بأن تتركيها في غرفةٍ وحدها ومهما احتجت وصرخت يجب أن لا تأخذيها بجانبك بسرعة، حيث من المفترض أنها يجب أن تقضي حوالي ربع ساعة على الأقل وحدها.

أما بالنسبة للذهاب إلى المدرسة، فهذا شيء يجب أن يقابل بكل حزم، ويجب أن تؤخذ الطفلة للمدرسة مهما صرخت ويكون هنالك اتفاق مع المعلمة أن تحتويها.

هنالك طريقة ربما تكون مجدية، وهي أن تجلسي معها في قاعة الدرس في الأيام الأولى، ثم بعد ذلك يتم انسحابك بالتدريج، ومهما تحتج وتصرخ يجب أن لا تكون هنالك استجابة من جانبك لذلك.

هذه الطفلة أيضاً سوف تستفيد كثيراً بأن تكافئ على أي عمل إيجابي تقوم به، ويمكن أن تمارسي معها الطريقة المعروفة بطريقة النجوم، وفي هذه الطريقة تعطى الطفلة نجمتين أو ثلاث أي أن تلصق هذه النجوم في غرفتها، لأي عمل إيجابي تقوم به، وتفقد نجمة إلى نجمتين لأي عمل سلبي تقوم به، وعليك أن تشرحي للطفلة أنه بحسب عدد النجوم التي سوف تكتسبينها سوف تكافئين في نهاية الأسبوع بهدية بسيطة بحسب الرصيد الذي اكتسبته من النجوم...وهكذا، هذه الطريقة من الطرق العلمية جداً، والتي تشجع الطفل على الأفعال الإيجابية.

إذن الطريقة هي أن تتجاهلي بعض التصرفات السلبية من الطفلة، ثانياً: عدم الاستجابة للصراخ والاحتجاج من جانب الطفلة إنما الإقدام على أخذها للمدرسة، ثالثاً: تشجيعها عن طريق النجوم.

وأخيراً: لا شك أن هذه الطفلة سوف تستفيد كثيراً إذا وجدت الفرصة للاندماج مع الأطفال الآخرين في عمرها، كما أرجو أن تشعر بأهميتها حيال أختها، وأنها مؤتمنة عليها، ويمكن على سبيل المثال أن تُشجّع بأن تحضر المرضعة لأختها وتساهم في نظافتها وتغيير ملابسها، فهذا أيضاً يؤدي إلى تدعيم مسلك الطفل من الناحية الوجدانية ويقلل لديها من الخوف ويشعرها بأهميتها في الأسرة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً