الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفادتني نصائحكم حول الوساوس ولكنها عادت مرة أخرى، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحبة الاستشارة رقم: (2441355) وقد أفادتني نصائح الدكتور/ محمد عبد العليم.

لكن عاودتني الوساوس بأمور مختلفة الفترة الماضية، كنت أحقرها لأنها غير واقعية، وأمارس تمارين التنفس عند الشعور بالخوف، وأشغل نفسي بأي شيء، استطعت التغلب عليها مرات عدة ولم تؤثر على شيء من حياتي، لكني لم أتناول الزيروكسات، لا أستطيع الالتزام به 7 أشهر، ولست بحاجته في الفترة الحالية.

الطبيب الذي راجعته طلب مني أن آخذ الدواء بعلم أسرتي، وقرأت عن آثاره الجانبية وأنها قد تسبب ميولا انتحارية، فأخبرت أمي، فأصابها الخوف والهلع، وتحدثت مع الطبيب، ثم وافقت على أخذي للدواء، وكنت مترددة، وبعد فترة كلمت أمي في الأمر مرة أخرى، فطلبت مني عدم التحدث في الموضوع.

هل أستعمل الدواء دون علمها؟ هل الحالة ستتطور لو لم آخذ الدواء؟هل لن أستطيع السيطرة على وسواسي؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

لا شك أن الوسائل السلوكية التي تقومين بانتهاجها مهمّة جدًّا لعلاج الوساوس، فاجعليها نمطًا من أنماط حياتك، وواصلي في نفس الإجراءات السلوكية.

بالنسبة للدواء: الدواء لا شك أنه يُفيد، لا شك أنه سليم، ما ذُكر من أن الدواء قد يسبب ميولا انتحارية أمرٌ نادر الحدوث جدًّا، بل اتضح أنه يحدث للذين يعانون أصلاً ممَا يُسمّى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

تخوّف والدتك مُقدّر جدًّا، حيث إن هنالك مشاكل وصمة حول العلاج النفسي والحبوب والأدوية النفسية، وما يُشاع حول الإدمان والكلام عن الإدمان والمشاكل الأخرى، كل هذا معروف، وبالفعل هنالك أدوية تضرُّ كثيرًا، لكن الأدوية الحديثة إذا وُصفت بصورة راشدة وكانت للتشخيص الصحيح، وتمَّ تناولها بالصورة المطلوبة وبالجرعة المحددة مفيدة ومفيدة جدًّا، وقطعًا العلاج الدوائي مُدعم للعلاج السلوكي، والعلاج السلوكي مُدعمٌ للعلاج الدوائي.

طبعًا أقول لك وبصورة قاطعة: لا تتناولي الدواء دون إذن أسرتك، هذا أمرٌ لا بد أن أحتّم عليه، تفاوضي وتفاهمي مع والدتك مرة أخرى، أو اذهبا معًا للطبيب النفسي، والذي يمكن أن يخضعك لبرنامج سلوكي مكثّف، قد لا تحتاجين للعلاج الدوائي، أو إن رأى أنك في حاجة للعلاج الدوائي سوف يصف لك الدواء، وتكونين تحت إشرافه المباشر، وإن لم يكن الـ (سيروكسات Seroxat) فتوجد خيارات أخرى كثيرة، الـ (زولفت Zoloft) دواء ممتاز، الـ (فافرين Faverin) خيار ممتاز، الـ (سبرالكس Cipralex) خيار آخر، الـ (مكلوبمايد moclobemide) خيار رابع.

فالأمر في غاية البساطة -إن شاء الله تعالى-، وهذا هو الذي أودُّ أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً