الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من تردي أحوالي الدنيوية والدينية، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب من المغرب، عمري 34 سنة، عازب، أعاني منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة من كل أنواع الضيق والهم، والحزن، والمشاكل الصحية والنفسية، أصلي ولا أستمر، وأرجع أصلي، أشاهد الأفلام الإباحية وأستغفر الله وأتوب، ولكن أرجع لمشاهدتها.

في نفسي أنا غير راض عن ما أفعله، أريد الزواج، ولكن كل أحوالي متعسرة، لا عمل، ولا مسكن، كلما تعرفت على بنت للزواج لا يكتمل لأسباب، إما أنني لم أعجبها، أو أجدها متزوجة وتكذب.

أحوالي دائما ليست جيدة، والله يعلم أني أريد العفاف، وأن يكون لي أطفال وزوجة صالحة، ودائما أدعو الله أن يصلح حالي، وأن لا أموت وأنا على سوء عاقبة.

أرجو مساعدتي ودعاء الله بأن يفرج الله همي، وييسر أمري، وأن يصلح شأني، ويرزقني زوجة صالحة وعملا حلالا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسعد بتواصلك معنا في موقعنا، وأسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يصلح حالك، وأن يوفقك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت:

- بما أنك لست راض عن نفسك في حال الوقوع في الذنب، وفي حال التقصير في الطاعات، وأنك ما زلت تتوب من هذا الأمر، وكلما عدت إلى الذنوب والخطايا تبت إلى الله، فهذا يدل على أنك على خير، وأن حياتك ستتغير إلى الأفضل، فأبشر بخير.

- هناك وسائل أرشدك إليها، وهي معينة لك لو أخذت بها لن تعود إلى الذنوب مرة أخرى بإذن الله:

* المداومة على العمل الصالح قال تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات" ، وروى أحمد والترمذي معاذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"، فطبيعة النفس إذا لم تشغل بالطاعة شغلت بالمعصية، ولهذا ينبغي أن يكون لك برنامجا عمليا يوميا فيه جوانب متعددة من عمل الخير.

- استشعار قبح الذنوب وخطرها وضررها في الدنيا والآخرة ولزوم الخلاص منها باستمرار.
- الابتعاد عن كل ما يدعو إلى المعصية، كالابتعاد عن مكانها، أو الرفقة السيئة، وعليك لزوم مجالسة الصالحين.

- المداومة على ذكر الله تعالى، وكثرة الدعاء بالثبات، وأن يصرف الله عنك السوء والفحشاء، والإكثار من الاستغفار، ومن قول لا حول ولا قوة إلا بالله.

- إيجاد البدائل النافعة، من طلب العلم، والاشتغال بالقراءة، والمشاركة في دورات علمية ومشاهدة مقاطع علمية نافعة، ونحو ذلك.

- الحذر من الفراغ من غير أي عمل جاد، أو الإكثار من الجلوس منفردا، لأن هذا مدعاة إلى العودة إلى الذنب، فإن الفراغ من غير عمل مهم نافع في الدنيا والآخرة، وكثرة الخلوة يكون فرصة ومدخل للشيطان لدفع النفس إلى المعصية.

- قراءة الآيات والأحاديث المخوفة للمذنبين وخطر الذنب في الدنيا والآخرة.

وبقي أمران أحب أن أنبه عليهما:

الأول: أن كل ما تبت من الذنوب في أحد المرات، فينبغي أن تعلم أنها محيت منك، ولم تعد في صحائف سيئاتك، وإذا أذنبت مرة أخرى أنت بحاجة إلى التوبة من هذه، أما الأولى فقد محيت، ولهذا الآن سارع إلى التوبة ولا تتوقف عن هذه العبادة مهما تكررت ذنوبك.

الأمر الثاني: عليك أن تحسن الظن بالله وأن الله رحيم بعباده وأنه سيقبلك إذا جئت إليه تائبا، فلا تيأس من رحمته، وعدت إليه، فأقبل على الله بالتوبة النصوح، وأكثر من الدعاء بأن يقبل الله توبتك ويمنّ عليك بالهداية والتوفيق، ولا تقنط من رحمة الله، وكرر سماع وقراءة هذه الآية وتفكر ما فيها من لطف الله بك، قال تعالى {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر : 53].

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً