الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأدوية النفسية تعالج المس والسحر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كيف يمكن لمرضى المس والسحر تناول الأدوية النفسية؟ هل الأدوية تنفع في علاجهم وتعطيهم دافعية، مع العلاج بالقرآن والتحصين والرقية؟ إذا كان بالإمكان، فما هي الأدوية المناسبة؟ وما أفضل دواء للشهية؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

قطعًا إذا كان هناك تشخيص نفسي معروف فإعطاء الدواء الصحيح والسليم للعلاج سيكون أمرًا مطلوبًا، وسوف يفيدُ كثيرًا، والعلاج الدوائي لا يتناقض أبدًا مع العلاج الإسلامي الصحيح، وليس الشعوذة، هذا لابد أن أؤكد عليه.

فحسب التشخيص يُعطى الدواء، وبكل أسف كثير من الناس يعتقد أن هناك تناقض ما بين تناول الأدوية والرقية الشرعية مثلاً، هذا الكلام ليس صحيحًا، الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها، وما جعل الله من داءٍ إلَّا جعل له دواء، وأُمرَ بالتداوي فقال: ((فتداووا عباد الله)).

وكثير من الحالات التي يعتقد أصحابها أنها سحر ومسّ هي حالاتٍ طبيّة، وهذا يعني أن الدواء مطلوب في علاجها، ونحن نؤمن بوجود العين والسحر والمس والحسد، لكن لا نؤمن بالشعوذة، لا نؤمن بالممارسات الخاطئة، ونؤمن قطعًا أن الإنسان الذي يرقي نفسه رقية صحيحة، والذي يؤدي صلاته وعباداته، والذي يكون له ورد قرآني، وحريصًا على الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – نؤمن أن هذا الإنسان في حفظ الله، وإن كان مسحورًا أو أصابه مس أو عين سوف يُبطله الله تعالى، ولن يضرُّه شيءٌ إلَّا بإذن الله، قال تعالى: {وما هم بضارين به من أحد إلَّا بإذن الله}.

هذه قناعاتنا – أيتها الأخت الكريمة – فإذًا الأدوية تُساعد وتُعالج، بل كثيرًا ما تكون هي العلاج الأساسي، والعلماء النفسيون الكبار حول العالَم اتفقوا أن العلاج للحالات النفسية يجب أن يكون علاجًا دوائيًا وعلاجًا نفسيًّا من خلال الدعم، وعلاجًا اجتماعيًّا من خلال أن ينشط الإنسان في تنفيذ واجباته الاجتماعية، وأن يكون علاجًا اسمه روحيًّا، ونحن بالنسبة لنا نُسمِّيه (إسلاميًّا). فإذًا هذه هي المحاور الأربعة للعلاج الصحيح.

فيا أختي الكريمة: العلاج الدوائي ممتاز، لكن هذا يعتمد على التشخيص. أنت الآن مثلاً افترضت أفضل علاج للشهية، يجب أن نعرف لماذا الشهية ضعيفة؟ هل هنالك اكتئاب؟ هل هناك نقص في المكونات مثل الحديد مثلاً؟ لا بد أن يُحدد السبب، وبعد ذلك يُعطى العلاج الصحيح، فإن كان لديك أي علّة مُعيّنة أرجو أن توضحي لنا الأعراض التي تعانين منها ومتى بدأت وحِدَّتها وشِدّتها، وإن كنت قابلت الطبيب أم لم تُقابليه؟

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً