الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تخطيط الدماغ السليم يعني عدم إصابة ابنتي بالتوحد؟

السؤال

السلام عليكم.

سؤالي عن ابنتي التي لاحظت عليها بعض صفات التوحد كالرفرفة عند الحماس لشيء ما، وعدم استجابتها لاسمها، مع العلم أني لم أعودها المناداة به حتى سن السنة، وعمرها الآن سنة و 10 أشهر، لكن بعد تفرغي لها بدأت تستجيب أحيانا تلعب معنا وتجلب انتباهنا لها لنلعب معها وتحضر لعبتها المحببة لنلعب معها، لا تتكلم سوى كلمات تشبه اللغة الصينية عدا بابا وماما التي تنطقها عندما تريد استعطافنا لأخذ شيء معين، وعند اللعب على شكل غناء تجري طوال الوقت في البيت وتلاعب صورتها على المرآة، تحضر الثياب الخاصة بالخروج لنا لنخرج بها خارج المنزل، لعبها مع الأطفال يقتصر على الجري وأخذ الكرة منهم، أجريت لها تخطيطا للدماغ وكان سليما تماما.

بيئتنا محدودة للغاية فلا نزور أحدا ولا يأتينا ضيف إلا نادرا، وأنا وأبوها عاملان، وأسكن بعيدا عن أهلي، حتى أني أراهم مرة في السنة، وابنتي وحيدتي، حتى أنا أشكو الوحدة إذ أن زوجي ليس من من يحبذون النزهات، وعندما أذهب إلى العمل أتركها مع جدتها التي تعاني مشكلة في السمع وتتركها طوال الوقت أمام التلفاز لتشغلها.

انتبهت أيضا أنها تميز الألوان المتشابهة وكذا الأشكال، إذ تختار من قطع الألعاب قطعتين متشابهتين تماما إن وجدت، وإن لم توجد تأخذ القريبة من بعضها لونا وشكلا، فعند تقديمي لها حيوانات اختارت الأسد والنمر من بين حيوانات الغابة لكنها دائما تحبذ اللعب بقطعتين متشابهتين.

أعتذر عن الإطالة، وسؤالي: هل تخطيط الدماغ السليم يعني عدم إصابة ابنتي بالتوحد؟ وهل هي بما ذكرت مصابة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.

أنت لك استشارة رقمها (2441663) أجبنا عليها قبل شهر تقريبًا أو خمس أسابيع، وقد عبّرت فيها أيضًا عن انزعاجك وتخوفك حول أن تكون ابنتك مُصابة بمتلازمة التوحُّد.

أريد حقيقة أن أؤكد ما ذكرتُه سابقًا في تلك الاستشارة، وأنا الآن أرى أن هذه الطفلة لديها تواصل اجتماعي معقول، ولديها تفاعل وجداني معقول، وكما تفضلت أن بيئتها غير محفّزة، بمعنى أنها لا تلعب مع أطفال آخرين، وهذا قد يكون هو الذي دفعها نحو النمطية في الألعاب في بعض الأحيان.

بالنسبة للغة وتطورها: لا شك أن هذا مؤشر مهم بالنسبة لمتلازمة التوحُّد، لكن أرى أن الأمر لا زال مبكّرًا بالنسبة لهذه الابنة، وما دامت تقول كلمات بسيطة – حتى وإن لم تكن واضحة – أعتقد أن اللغة لديها سوف تتطور، الأمر يتطلب الزيادة في الاستشعار واللعب معها.

وأنا أقدّر تمامًا مستوى انزعاجك وتخوفك نحو ابنتك وهي الطفلة الوحيدة، ومتلازمة التوحُّد – أو الذواتية – لا شك أنها مفزعة، لكن أرجو أن تطمئني، الذي أراه أن هذه الابنة لا أعتقد أبدًا أنه لديك شيء واضح يُؤكد تشخيص التوحُّد، علمًا بأن طيف التوحد الآن يُعتبر أوسع ممَّا كان فيما مضى من الناحية التشخيصية، بمعنى أن بعض الأطفال قد يكون لديهم بعض السمات التي تُشير إلى طيف التوحد، وهذه تنتهي تلقائيًا وتختفي تلقائيًا من خلال التأهيل العادي بالنسبة للطفلة.

تخطيط الدماغ سليم، هذا مؤشِّر طبعًا ممتاز، لكن أصلاً تخطيط الدماغ سليم في أطفال التوحد، إلَّا إذا كان هنالك نشاط صرعي لدى الطفل. طالما التخطيط سليم فهذا أمرٌ مشجع، لكن قطعًا لا ينفي وجود سمات التوحد والتي أصلاً ذكرتُ لك أن احتمالها ضعيف وضعيف جدًّا.

أنا أعتقد أنك سوف تُصبحين أكثر اطمئنانًا إذا عرضت هذه الطفلة – حفظها الله – على مركز متخصص في متلازمة التوحُّد، وإن تجاهلت الأمر أعتقد أن ذلك أفضل. أنا أُقدّر شعورك تمامًا، واحرصي على الدعاء لهذه الابنة، التي أسأل الله تعالى لها أن تتطور تطورًّا طبيعيًّا، وتكون قُرَّة عينكما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً