الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع من يستهزئ بي ويقلل من شأني؟

السؤال

طبعي منذ صغري منطو وقليل الكلام والأصدقاء، بعد انتقالي لبلد أوروبي قدر لي التعرف على شخص نمام وبهات، قلب حياتي، عرفته يومين فقط، ولكن أثر ذلك امتد أربع سنين وما يزال بسببه، كل من يسكن في المدينة حيثما سكنت يستهزؤون بي، كوني منطو، ولماذا لا أعلم! فعندما يروني تظهر ابتسامات سخرية، وتقليل شأن على وجوههم.

لقد سكنت من قبل في دولتين، ولم أواجه ذلك من قبل، بل بالعكس كان الناس عندما يروني كذلك يتوددون ويمزحون أو يحاولون السؤال عني، والتعرف عليّ، أما ما حدث معي منذ قدومي إلى هذا البلد أشبه بحرب ضدي، بكيت كثيراً وحدي، ليس لألم الوحدة كما هو لعداوة الناس بدون سبب.

أنا انطوائي، وجميع من عرفني أحبني لعدم أذيتي لأحد وعدم طمعي بمال أو بمعارف أو بأي شيء، تعرفي على الناس يكون من خلال مدرسة أو عمل، هذا أنا! لا أوقف الناس بالطرقات أو أغتاب أحدا بغية بناء علاقات مع آخرين! مسالم، وكل من عرفني شهد على ذلك، غير أن هذا الشخص بدلا أن يكون سبباً في صلة بيني وبين المصلين في المسجد بدأ بالتكلم عني بأني شخص انعزالي، وليس عندي حساب واتساب أو فيسبوك أو غير، ومنه بدأ الناس بالاستهزاء بي حتى في الشارع، فقد أوقفت عدة مرات وحتى تم تصويري ذات مرة من قبل أحدهم، كلهم من أهل بلدي الأم، ليس من الأوروبيين، فكيف أتعامل معهم؟ هل أنتقل لمدينة أخرى كما فعل قاتل الـ99 نفس؟ أشعر بأني في مدرسة ابتدائية ولست أتعامل مع بالغين تجاوز بعضهم الـ50.

ما نصيحتكم؟ علماً بأني بحاجة ماسة للزواج، وأشعر بأني محاصر، وأتراجع عن الزنا في آخر لحظة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي نأمل منك اتباعها للتخلص من مشكلتك الحالية.

- ابحث عن السلبيات في شخصيتك، واعمل على التخلص منها، بعض الأحيان الإنسان لا يرى أخطاءه، ويعمل على"إزاحة" و " إسقاط" السلبيات في شخصيته أو سلوكه على الآخرين.

- صديقك النمام ليس هو من أثر فيك لهذه الدرجة، والناس لا تستهزئ بأحد إلا إذا كانت تصرفاته مدعاة للاستهزاء، لذا ابحث عن الطريقة التي تبني بها علاقاتك مع الآخرين.

- أنزل الناس منازلهم، بمعنى، لا تعط أحداً أكبر من قدره، و "عز نفسك تجدها" فلا تضع نفسك مواضع السوء، وتنزلها منازل متدنية.

- حدد المواقف التي تعرضك للاستهزاء، واعمل على تجنبها.

- ابحث عن الصحبة الحسنة الطيبة، الذين يعاملوك بأخلاق الدين، وتواصل معهم في نشاطاتهم، فهذا يجعلك أكثر انفتاحاً ويكسبك مهارات التعامل.

- تفاعل اجتماعياً مع الناس على اختلاف تفكيرهم، وليس بالضرورة أن تتبنى هذا الفكر أو ذاك إذا جلست مع مجموعة "لا تشبهك"، ولكن هذا التفاعل يجعلك أكثر اطلاعاً وخبرة في معظم نواحي الحياة، ويوسع من مداركك وتصبح أكثر صلابة في مواجهة المشكلات.

- ابحث في ذاتك عن نقاط قوتك، ولا تبحث فقط عن نقاط ضعفك، وحاول استغلال نقاط القوة وتوسعة مجالاتها، فهذا سيجعلك شخصا اجتماعيا وأكثر تفاعلاً وكفاءة.

- تدرّب وتعوَّد على قول كلمة "لا" عندما لا يتفق الموقف مع ذاتك ومع أفكارك، ولا تُجبر نفسك على مجاراة الآخرين إذا كنت غير مقتنع بما يقومون به أو يقولونه، ولا تقم بشيء لا تحبه، وكن واضحاً للآخرين وقل "لا" بصوت عالٍ مليء بالثقة.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً