الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب القات صرت لا أعرف طعم النوم، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 31 سنة، أنهيت مرحلة المدرسة الأساسية المقدرة بتسع سنوات، فقد كنت ضمن المراكز الثلاثة الأولى، وكنت قوي الحفظ، سريع البديهة، وبعدها أكملت الثانوية المقدرة ب 3 سنوات.

ثم توجهت للجامعة تخصص تجارة الكترونية، وحينها بدأت أتعاطى نبتة القات، حيث كنت أدرس في الفترة الصباحية، وأتعاطى القات الفترة المسائية، وأستغل فترة تناول القات بالدراسة والحفظ، حيث أن نبتة القات تسبب تكييف المزاج، وأشعر بقوة حفظ مذهلة، وبعد فترة أصبحت لا أستطيع التركيز أو الحفظ إلا وأنا أتعاطى القات، فكنت أخزن القات وأتعلم وأحفظ.

في البداية كنت أنام بعد ربع ساعة من الاستلقاء على السرير، لكن بعد فترة بدأ معي الأرق، وشرود الذهن، وعقلي لا يهدأ، يشتغل باستمرار ولا يتوقف، وكنت أركز مع الأساتذة بالمحاضرات فقط،
ولا أدرس إلا ساعات تعاطي القات.

زاد الأرق، وتطور حتى صرت لا أستطيع النوم، وبدأت تنتابني أحلام وكوابيس، وأصبت بالنسيان الشديد، وبهذا الحال حتى أنهيت الجامعة بصعوبة.

انهيت الجامعة 2013 واستمريت في تعاطي القات لكي يخفف عني آلامي وأحزاني، وترددت على الأطباء أريد أن أنام دون جدوى.

بعد 2016 توقفت عن تعاطي القات، واستمرت معي مشاكل القلق والأرق، حتى وصل الأمر بأن عقلي لا يهدأ ولا ينام، فقط جسدي ينام، ولكن عقلي لاينام ولا يهدأ، ومشغول كثيرا.

الآن أشعر بتصلب في رأسي وكأنه مثل الحجرة اليابسة، وصداع مستمر، وآلام متفرفة برأسي،
ووسواس مستمر، ونسيان كثير، لا أستطيع إجراء العمليات الحسابية البسيطة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبارك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نبة القات اتضح أنها تؤدي إلى الإدمان، وفيها مادة تُسمَّى الـ (كافيون) هي التي تؤدي إلى الإدمان، وهذه المادة منشطة للإنسان، ولذلك عند تعاطيها يشعر الإنسان بنشاط وقوة، ولكن بعد فترة يتحول هذا إلى مشاكل في النوم وعدم نوم وعدم تركيز، وهذه كل الحالات التي مررت عليها، ولذلك – كما ذكرت – هيئة الصحة العالمية وضعت القات ضمن المواد التي تؤدي إلى الإدمان.

أنا أعلم أن هناك أشياء اجتماعية لتناول القات في اليمن والصومال وجزء من كينيا، ولكن نسأل الله الكريم أن يتم نشر الوعي في هذه الأوطان حتى يتم مساعدة الناس في التخلص من استعمال نبة القات، لأنه كما ذكرتُ تؤدي إلى الإدمان.

أمَّا في حالتك فالحمد لله تعالى أنك توقفت عنها، ووعيت الدرس، ويمكنك الآن أن تأخذ أشياء (أدوية) لمساعدتك على النوم، مثل الـ (إميتربتالين) خمسين مليجرامًا ليلاً، استعمله لمدة شهرٍ أو حتى ثلاثة أشهر، حتى ترجع إلى نومك الطبيعي، لأن اضطراب النوم هذا ناتج من الاستعمال للقات لفترة طويلة.

وإذا كان أيضًا في الاستطاعة الحصول على دواء الـ (ميرتازبين) 15 مليجراما؛ فإنه أفضل من الإميتربتالين، فأيضًا يمكن استعماله بدل الإميتربتالين، يتم تناوله ليلاً، أيضًا لفترة تتراوح من شهر إلى ثلاثة أشهر، حتى تنوم طبيعي، وينتظم نومك، ثم بعد ذلك يتم التوقف عن الدواء.

وعليك طبعًا الآن الانخراط في برامج تُنسيك تعاطي القات، ويجب ألَّا تعود إليه بأي طريقة من الطرق، لأنه سبَّب لك مشاكل الأرق التي تعاني منها الآن.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات