الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف الشديد من الجنون، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

لدي مشكلة وهي أني أخاف كثيراً من الجنون، وكلما رأيت مريضاً عقلياً أحس نفسي أفقد السيطرة، وتأتيني أفكار سيئة جداً، ومؤخراً حدثت معي مشكلة، وهي أني في بعض الأحيان أستيقظ من النوم مفزوعاً، وتبدأ الأفكار تتخبط في عقلي بشكل عشوائي، مع تككر الأحداث المرة تلو الأخرى، وأحس نفسي أني سأجن، بالإضافة إلى شكوك دينية، هل لدي انفصام في الشخصية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إلياس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
ليس لديك أي فصام في الشخصية، أو أي مرض ذُهاني آخر، الذي بك هو نوع من قلق الوساوس البسيط، لديك خوف وسواسي بسيط، وخوفك من الجنون، لذا ورد في السنة المطهرة الدعاء المأثور: (اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ)، هذا دعاء عظيم، دعاء طيب، أرجو أن تأخذ به وتجعله من ضمن أدعيتك.

أقول لك: موضوع الجنون أو الاضطراب العقلي هو نادر حقيقة، وهو ابتلاء لمن ابتُلي به، والحمد لله الآن توجد علاجات كثيرة جدًّا ومفيدة، فلا تجعل هذا الأمر أمرًا مُقلقًا لك، ادعُ لنفسك بأن يحفظك الله من كل داء وسقم ومن كل شر ومن شر الأمراض وسيئ الأسقام ومن كل بلية، وادعُ لمن ابتلي بهذا المرض أن يشفيه الله تعالى ويعافيه، وإذا رأيتَ من ابتلي بذلك فقل: (اللَّهُمَّ عَافِنِي مِمَّا ابْتَلَيْتَهُ وَتَمِّمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ)، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَنْظُرُ إِلَى صَاحِبِ بَلَاءٍ مَا كَانَ مِنْ بَلَائِهِ، فَيَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى عَافِيَتِهِ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ عَافِنِي مِمَّا ابْتَلَيْتَهُ، وَتَمِّمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ إِلَّا عَافَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ فَلَنْ يُبْتَلَى بِهِ أَبَدًا)) [فوائد تمَّام أبو القاسم تمام بن محمد بن الجنيد البجلي].

هذه خطوات مهمة جدًّا بالنسبة لعلاجك، ولا تُقلِّل من شأنها.

موضوع الاستيقاظ مفزوعًا، وأن الأفكار تتداخل في عقلك بصورة عشوائية، هذا دليل على القلق، لذا يجب أن تنام مبكِّرًا نومًا مُريحًا، تحرص على أذكار النوم، وتحرص على أذكار الاستيقاظ، الناس فعلاً تجهل هذه الأمور وتهملها كثيرًا.

أريدك أيضًا أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين للتنفس المتدرِّج، وتمارين لشدّ العضلات ثم استرخائها، إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك الرجوع إليها والاطلاع على ما ورد بها من إرشاد وتطبيقه، كما أنه توجد برامج كثيرة على الإنترنت على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تحرص على تمارين الاسترخاء.

أريدك أيضًا أن توزّع وقتك بصورة جيدة، الشكوك الدينية يجب أن تُحقّرها، هذا نوع من الوسواس، وإن شاء الله تعالى هذا من صميم ومن صريح إيمانك، نسأل الله لك العافية والشفاء.

أيها الفاضل الكريم: حتى ترتاح تمامًا من هذه الأعراض القلقية الوسواسية سأصف لك دواءً بسيطًا جدًّا، الدواء يُسمَّى علميًا (استالوبرام) ويُسمَّى تجاريًا (سبرالكس) وربما تجده في بلدكم تحت مسمَّى تجاري آخر، أنت تحتاج للسبرالكس بجرعة بسيطة ولمدة قصيرة، والدواء عمومًا دواء سليم جدًّا وغير إدماني وليس من وراء تناوله أي أضرار بحول الله وقوته.

تبدأ في تناول السبرالكس بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناول هذه الجرعة البسيطة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة كاملة (عشرة مليجرام) يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة (خمسة مليجرام) يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً