الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد تغيير التخصص الجامعي وأمي ليست راضية.. كيف أقنعها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة سنة أولى رياضيات، وإعلام آلي، اخترت التخصص من أجل والدتي التي أرادت أن أدرسه؛ لأنني في مجمل قراراتي كنت أفعل ما يرضيها ويسعدها، لكن بعد دراستي للعام الأول لم أوفق، ووجدت صعوبة كبيرة جدا، وفي الأخير رسبت، لكني لم أخبرهم بذلك؛ لانني سأواجه مشكلة مع الوالد، وأردت التحويل إلى تخصص ثان، لكن الوالدة أبدت ردا عكسيا لقراري وهي ضده وأعطتني دعوات الشر، ولم أستطع إقناعها بأي طريقة، وفي آخر حديث بيننا أسمعتني كلاما جارحا جداً، وقامت بمخاصمتي ولا تريد الحديث معي.

أرجوكم أخبروني كيف أرضيها؟ علما أنني من المستحيل أن أكمل في ذلك التخصص.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً وسهلاً بك.

مع بداية كل عام جديد نجد الكثير من الآباء والأمهات يتدخلون في تحديد التخصّص الذي سيلتحق به الأبناء دون النظر إلى ما إذا كان هذا التخصص سيتناسب مع قدراتهم وميولهم العلمية والنفسية، ويحقق أحلامهم وطموحهم، وذلك عن حُسن نية ورغبة منهم في اختيار الأفضل لهم.

وإليك رأي الأخصائيين في علم النفس التربوي ماذا يقول: إن سيطرة الوالدين على حياة أبنائهم تُنتج شخصاً عديم الثقة في النفس ومحبطاً، لا يستطيع حتى اتخاذ قرار في حياته دون الرجوع إليهما، فاقد الرضا عن الذات ومضطرب الهوية نتيجة لقمع حريته وحدوث شرخ في شخصيته.

لذا أنصحك غاليتي إسراء بهذه الخطوات وإنّ أخذت بها وصبرت ستصلين إلى ما تريدين بإذن الله تعالى:

عليك باختيار الوقت والمكان المناسبين للتحدث مع والدتك بشأن اختيار تخصصك، وليكن نقاشك معها في جو هادئ، وليكن حوارك معها بناء قائماً على الإقناع والفهم، وأخبريها بأنك إنّ خضعت لطلبها، فقد تحكمين على حياتك المهنية بالفشل أو الملل أو عدم الرضى.

ومن المهم جداً أنّ تقومي بإقناعها بالمنطق وذكر الأسباب التي جعلتك تختارين اختصاصك، وذلك مما لديك من مقومات شخصية وعلمية ترتكز على قدراتك ونتائجك المدرسية ومواهبك.

طبعا مع أهمية رغبتك بتعلّم هذا الإختصاص، وليكن صدرك واسعاً أثناء النقاش والحوار.

وإنّ لم يفد حوارك معها أو لم يثمر بنتيجة، فعليك الالتجاء لأحد المقربين إليها وممن لهم تأثير عليها للتدخل في هذا الأمر.

والأهم أنّ تكوني أنت ايضاً على قناعة موضوعية لاختيارك.

ولا تنسي بنيتي أنّ الصبرّ على معاملة الوالدة من أعظم البرّ، تقربي من رب الأرض والسموات، وأشغلي نفسك بالطاعات والدعاء والتضرع إلى الله أن يؤلف بين قلبك وقلب أمك.

أسأل الله لك الهداية والتألق والتميز، وأن يسود التآلف والانسجام حياتكم يا إسراء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً