الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف والخجل

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من الخوف والخجل من أي موقف اجتماعي بسيط، هذه المشكلة موجودة عندي منذ الصغر، أي إنني أعاني الآن لسنوات طويلة، قبل عدة أيام زرت طبيب نفسي، لكني لم أرتح له كثيراً لذا أود أن أطلب استشارتك حول العلاج الذي كتبه لي وهو كالتالي:
- زيروكسات: حبة صباحاً يومياً.
- ديرالين 10 حبة مرتين يومياً.
- زاناكس: حبة عند الزوم.

علماً أن الطبيب لم يذكر أي شيء بخصوص العلاج النفسي، فما رأيك بهذا العلاج هل هو صحيح؟ بالنسبة للديرلين هل يجب أن أستمر عليه طول فترة العلاج؟ وهل يجب زيادة الجرعة المأخوذة مع الوقت؟ بالنسبة للزيروكسات متى يجب أن أزيد الجرعات المأخوذة؟ ولأي فترة؟ وكيف ومتى يمكن إيقافه؟ هل تنصحني بعلاج نفسي يمكن أن أقوم به بنفسي دون الحاجة للعودة إلى ذلك الطبيب؟

ِشكرا جزيلاً لكل ما تقومون به.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك وعلى ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية .

الخوف والخجل هي من أنواع السلوك الإنساني المكتسب، ويمكن علاجها دائماً عن طريق المواجهة، وتطوير المهارات الاجتماعية، وتطوير المهارات الاجتماعية يكون عن طريق تحضير بعض المواضيع لمناقشتها مع شخص أو أشخاص بصفةٍ يومية، كما أنه من الضروري النظر للشخص في وجهه حين التحدث إليه، ولابد أن تقع العين على العين، كما أنه لا يُنصح باستعمال اللغة الجسدية كاليدين مثلاً، إنما اللغة اللفظية هي المطلوبة.

كما أن التواصل الاجتماعي كحضور المحاضرات والمشاركات في حلقات العلم والتلاوة، وكذلك ممارسة الرياضة أياً كان متاحاً منها، كلها تُعتبر سُبل للتغلب على الخجل والرهاب الاجتماعي، كما أن الانضمام أيضاً للجمعيات، والانخراط في الأعمال التطوعية يُعطي الإنسان قيمة ذاتية ويزيد من كفاءته وتفاعله الاجتماعي.

بالنسبة للأدوية التي وصفها لك الطبيب أرجو أن أؤكد لك أن الزيروكسات يُعتبر من الأدوية الممتازة والفعالة جداً لعلاج الخوف والرهاب الاجتماعي.

أما بالنسبة للديرالين، فهو بصدقٍ وأمانه ليس معروفاً لدي؛ حيث أن هذا الاسم في الغالب هو اسم تجاري محلي، فيمكن إفادتي بالاسم العلمي حتى أستطيع الإجابة عليه.

بالنسبة للزاناكس، يُعتبر علاجاً جيداً وممتازاً، ولكن يُستعمل لفترةٍ مؤقتة فقط يجب أن لا تزيد عن ثلاثة إلى أربعة أسابيع أو عند اللزوم كما ذكر لك الطبيب؛ حيث أنه دواء مريح ومزيل للمخاوف واسترخائي جيد، ولكن ربما يسبب نوعاً من التعود.

أرجع إلى الزيروكسات، فهو كما ذكرت يُعتبر العلاج الأنجع والأفضل، ولا يحمل أي صفات إدمانية أو تعودية، وجرعته حقيقةً هي من 1-3 حبات في اليوم، أي من 20-60 مليجرام في اليوم حسب شدة الحالة، ومدة العلاج المطلوبة يجب أن لا تقل عن ستة أشهر؛ حيث أن البناء الكيميائي يتطلب شهر أو شهرين، وبعد أن يتحسن الإنسان لابد أن يستمر على العلاج؛ حتى يتم تدعيم وصلابة هذا التحسن واستمراريته.

من الضروري جداً أن نبدأ جرعة الزيروكسات بالتدرج، ويُفضل أن يبدأ بجرعة نصف حبة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم تُرفع هذه الجرعة كل أسبوعين حتى يتم الوصول إلى الجرعة المطلوبة.

كما أن إيقاف الزيروكسات يتطلب التدرج أيضاً، أي بمعنى أن تسحب نصف حبة مثلاً كل أسبوعين أيضاً؛ حيث أن إيقافه بصورة فجائية ربما يؤدي إلى بعض الآثار الانسحابية المتمثلة في ظهور القلق والتوتر، وهو دواء بصفة عامة لا يحمل آثاراً جانبية كثيرة، ولكنه ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، ويمكن تجنب ذلك بتنظيم الطعام .

العلاج الذي أنصحك بالقيام به كما ذكرت سابقاً هو العلاج السلوكي، والقائم على المواجهة وتطوير المهارات الاجتماعية .
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ابو محمد

    الديرالين يا اخواني هو دواء يستخدم لعدم انتظام ضربات القلب atrial febrelationالاختلال الاذيني غانا استغرب ما فائدته لك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً