الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي الأصغر لا يحترمني.. كيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أريد شكركم على ما يقدم موقعكم الرائع من معلومات وفوائد، حقا لقد استفدت كثيراً من موقعكم الالكتروني.

أعاني من مشكلة مع أخي الأصغر، يبلغ من العمر ١٥ عاماً، دائما ما تحصل بيننا مشاكل كثيرة لا تنتهي وإلى يومنا هذا، المشكلة هنا أن أخي لا يحترمني إطلاقاً وأنا الأخ الأكبر، فمن الواجب أن يحترمني، ودائما ما يقول إن أي مشكلة في حياته بسببي أنا.

حاولت أن أستخدم معه طرقا كثيرة بلا جدوى، جربت أن أتقاتل معه لم ينفع، بل زادت المشاكل بيننا أكثر وأكثر، حاولت أيضا أن أتجاهله بعدم الحديث معه لمدة أيام لم ينفع، وهو دائما ما يتنمر على أختنا الصغيرة، وأنا أدافع عن أختي الصغيرة بضربه بقوة، فلم ينفع معه.

أصبحت في حيلة في أمري، ولا أدري كيف أتعامل معه، لقد تعبت منه كثيراً، وقد بدأت أتمنى مراراً وتكراراً "يا ليتني لم يكن عندي أخ أصلاً".

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والثناء على الموقع، ونحب أن نؤكد أن هذا الموقع منكم وإليكم، ونحن نشرف بأن نكون في خدمة شبابنا وأبنائنا، ونسأل الله أن ينفع بكم البلاد والعباد.

سعدنا جدًّا لاهتمامك بأمر شقيقك الأصغر الذي نسأل الله أن يُصلحه، وأن يُعينكم جميعًا على الخير، ونتمنّى أيضًا أن تعرف أن هذه المرحلة العمرية تحتاج إلى نوع معين من التعامل، مع ضرورة أيضًا أن تكون الخطة في البيت موحدة.

هذا الصغير ينبغي أن يُدرك أن البيت كله يتجه اتجاها واحدا، وأن البيت يرفض هذا السلوك، لا نريد أن تكون أنت في المواجهة، لكن ينبغي أن يكون للوالد والوالدة دورٌ كبير في توجيهه، أولاً باحترامه، ثم توجيه الصغيرة باحترام هذا الأخ الذي يكبرها بسنوات العمر؛ فإن الاحترام ينبغي أن يكون منهاجًا في داخل البيت، أن ترحم الصغير، والصغير يحترم الكبير، كما علَّمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم: ((ليس مِنَّا مَن لم يرحم صغيرنا ويوقِّر كبيرنا، ويعرف لعالمنا حقَّه)).

ومن المهم جدًّا أن يشيع الوالد والوالدة العدل داخل البيت، وأن يكونوا حاسمين واضحين في كثير من الخطوط العريضة التي ينبغي أن يسير عليها البيت.

ولذلك نحن نوصيك بالدعاء لهذا الشقيق، نوصيك بالاتفاق مع الوالد والوالدة على خطة موحدة، نوصيكم أيضًا بأن تجعلوا جميعًا همّكم إرضاء الوالدة والوالدة بعد إرضاء الله تعالى، وعليك أن تُعلِّم هذا الأخ أن يحترم مَن هو أكبر منه، وتعلّم أختك الصغيرة أن تحترم شقيقها، وعليكم أيضًا أن تُباعدوا بين فرص الاحتكاك، يعني: الأشياء التي هي سبب المشاكل والاحتكاك بينه وبين أخته ينبغي أن تُقلَّل هذه الأشياء.

وأرجو كذلك أن تحاور هذا الشقيق بهدوء وتستمع إلى معاناته، خاصة من ناحية أخته، لماذا يضربها؟ واعلم أن هذا التنمُّر على الأخت الصغيرة هو جزء من طبيعة المرحلة، وليس الحل في أن نضربه، وليس الحل في أن نقسوا عليه، ولكنّ الحل في أن نحمله المسؤولية، ونبيِّنْ له أن المؤدب مثله لا يعتدي على شقيقته، وهو لها السند، ونُبيِّنُ له أن هذا يُغضب الوالدين، وإذا غضب الوالد والوالدة فإن هذا يجرُّ إلى غضب الله تبارك وتعالى.

نتمنَّى أيضًا ألَّا تُعلن يأسك أو عجزك، ولا تتمنَّ له إلَّا الخير، فهي مرحلة وستنتهي، وستعود الأمور إلى صوابها وإلى نصابها.

نسأل الله أن يُصلحكم، وأن يعينكم على الخير، وأن يُنبت إخوانك نباتًا حسنًا، وأن يُلهمكم جميعًا السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً