الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من فتاة ملحدة

السؤال

السلام عليكم.

أنا أحب فتاة غير مسلمة، وهي أيضا تحبني، أردت إقناعها بالدخول للدين الإسلامي، لكنها كانت دائما مترددة ولا تريد الكلام والتحاور في هذا الموضوع، حاولت معها عدة مرات، لكن بدون جدوى.

في الأخير قلت لها إن لم تصبح مسلمة لن نتزوج ولن تكون بيننا أي علاقة غير شرعية، الآن مرت أكثر من 3 أشهر ومازلت مترددا ولا أعرف ماذا أفعل!

ملاحظة: هي لا تؤمن بوجود الله، أي أنها ملحدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم-، ونسأل الله أن يسعدك في الدنيا والآخرة، والجواب على ما ذكرت:

لا شك أن الزواج له مكانة عظيمة في شريعتنا الإسلامية، وفيه مصالح شتى على الفرد والمجتمع، والأولى بالمسلم أن يتزوج امرأة مسلمة صالحة تعينه على أمر دينه ودنياه، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك". رواه البخاري، فالظفر بصاحبة الدين والخلق فيه منافع لا تحصى، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة" رواه مسلم.

وأما هذه الفتاة التي تعرفت عليها، فإن أسلمت وتركت ما هي عليه من إلحاد، ورأيت أن فيها تغيرا إلى ما يحبه الله ويرضاه، ورأيت أن هناك مصلحة للزواج منها، فلا بأس في هذا -إن شاء الله-، وأما إذا أصرت على بقائها على إلحادها وكفرها، فلا يجوز نكاحها والزواج منها باطل شرعا باجماع أهل العلم، لقوله تعالى: "وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" [سورة البقرة اية ٢٢١]، قال إبن كثير: "هذا تحريم من الله -عز وجل- على المؤمنين أن يتزوجوا المشركات من عبدة الأوثان"، وهذه لا تعبد شيئا بل أنها تنكر وجود الله وهي أخبث ممن تعبد وثنا؛ لأن عابد الوثن مع شركه يقر بوجود الله تعالى.

وفي قوله تعالى: "وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ" تعليل للنهى، وبيان لفضل المؤمنات على المشركات، ولفضل طهارة النفس على جمال الجسم، والمراد بالأمة هنا الأنثى المملوكة من الرقيق، وبالمشركة الحرة الجميلة بقرينة المقابلة، فلهذا نوصيك بتقوى الله في السر والعلن، وأن لا يغرك جمال هذه الفتاة الملحدة، واقطع التفكير في الزواج منها بما أنها مصرة على ما هي عليه.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات