الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي لا تطيعني ولا أحس براحة معها.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم.
لي زوجة لا تطيعني في أوامري، وعندما أدخل البيت أحس بقلق وعدم راحة مع أني في الخارج مع الأصدقاء وفي العمل أكون الودود المتعقل، ومع كل هذا فهي ليست بالجمال المطلوب، أنا لا أريد الطلاق، بل أريد حلا، وتزوجتها باستخارة، أعينونا وساعدونا بالدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان إذا تزوج بعد أن استخار واستشار يكون قد أدى ما عليه، ولن يناله إلا الخير، وهل الخير إلا في الرضا بما قسمه الله وقدره؟ والإنسان لا يعرف ما عنده من الخير إلا إذا عرف معاناة الآخرين، والنعم لا تُعرف إلا عند فقدها، فلا تتعجل الطلاق، وانشد الخير، واعمل للوفاق (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ))[البقرة:216].

وأرجو أن تتذكر محاسن هذه الزوجة، وإليك هذا القبس من توجيه رسولنا صلى الله عليه وسلم القائل: (لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر) فإذا وضعت الإيجابيات إلى جوار السلبيات ظهرت لك الإشراقات، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، ومن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط؟

ولا يخفى عليك أن المرأة خلقت من ظلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وكسره طلاقها، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: ( فاستوصوا بالنساء خيراً) وإنما يوصى العاقل الحكيم بغيره، فاتق الله في هذه الزوجة، واعلم أنها أسيرة عندك، وتأس برسولنا الذي كان خيرٌ الناس لأهله، وقد وجهنا فقال: (خيركم خيركم لأهله).

ونحن ننصحك بعدم مقارنة زوجتك بغيرها، فإنك لا تعرف إلا الجوانب الحسنة في الأخريات، والشيطان يزين المرأة الأجنبية في أعين الرجال حتى يوقعهم في الحرام ويدفعهم إلى النفور من زوجاتهم، ويزهدهم في الحلال، فيبدأ الإنسان في افتعال المشاكل معهن، فلا يخدعنك الشيطان، واعلم أن مع زوجتك ما مع النساء، ولن تجد امرأة خالية العيوب.

ولا شك أن جمال الأخلاق هو المهم، فإن جمال الأشكال والمظهر عمره محدود، ولكن جمال النفس والخلق والدين هو الباقي (( وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ))[طه:131].

وأرجو أن نبحث سوياً عن أسباب عدم طاعتها لك، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وتمكنا من إصلاح العطب.

وإليك بعض الأشياء التي تجعل الزوجة تتمرد على زوجها:

1- معصية الزوج لله، قال بعض السلف: (والله إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وفي خلق امرأتي).

2- مخالفة الرجل لوالديه وقطعه لرحمه.

3- إهمال الرجل لزوجته، وكثرة الخروج من البيت، وعدم رعاية حق الزوجة، وتقديم الأصدقاء عليها.

4- عدم اهتمام الزوج بالنظافة، وعدم اهتمامه بالملاطفة.

5- عدم إعطاء الزوجة حقها في الفراش، وإسراع الزوج بالانصراف قبل أن تأخذ حظها.

6- ذكر النساء الأخريات أمامها والثناء عليهن.

7- بخل الزوج وتدقيقه في كل صغيرةٍ وكبيرة.

وليتنا نعكس هذه النظرة فنحسن أخلاقنا في البيوت، فإن خير الناس خيرهم لأهله كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم، وهكذا كان في بيته ضحاكاً بساماً، يبدأ بالسؤال ويُدخل السرور على أهله، وهكذا كان السلف كما قال زيد بن ثابت، وكما قال عمر رضي الله عنهم أجمعين: (ينبغي للرجل أن يكون في أهله طفلاً فإذا أرادوه وجدوه رجلاً).

وأرجو أن تعلم أن المرأة يرضيها اليسير، فحاول أن تغير من طريقتك وتعاملك معها، واعلم أن حسن المعاشرة لا تعني مجرد المعاملة الحسنة ولكن يدخل فيها احتمال الأذى، واتق الله وأمسك عليك زوجتك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر رياض هوشات

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً