الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تركني صديقي فجأة بدون سبب، فكيف أتصرف معه؟

السؤال

السلام عليكم..

منذ حوالي شهور تعرفت على صديق، يوما بعد يوم بدأت أحبه، ونلتقي كل يوم، ونتحدث كثيرا، ونخرج ونأكل، وفي يوم من الأيام هجرني بدون سبب، تحدثت معه ولم يقل شيئا، ورفض الحديث معي، وأنا أفتقده كثيرا جدا، ونحن نلتقي كل يوم لأننا جيران، كيف بعد كل هذا الحب والصداقة أن ألتقي به، ولا أكلمه أو أتحدث معه؟

أفكر فيه كل ساعة وكل ثانية، ودائما اسمه على لساني، أتحدث عنه كثيرا حتى مع أقرب الناس، أشتاق إليه جدا، بدأت أصلي  قيام الليل لأجله لكي يرجع ويعتذر لي ونعود أصدقاء، لا أعلم هل هناك سحر في الموضوع؟

لأنه الآن معقد، ويكرهني، ولا يطيق النظر إلي، بينما أنا مشتاق إليه جدا، ولا أعلم ماذا أصابه؟

أريد أن أنساه وأبادله الكره مثلما هو يفعل، لا أعلم ماذا أفعل؟ التفكير يكاد يقتلني، فقد بدأت أدعو الله أن يعود إلي أو أنساه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والتواصل والسؤال، ونحيي روح الوفاء عندك، ونسأل الله أن يُعينك على الإصلاح فيما بينك وبين هذا الصديق، ونبشرك بأن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله؛ أصلح الله ما بينه وبين الناس.

عليه: نحن نرجو أن تستمر في محاولات الإصلاح، ولكن ننصحك بأن تتخذ لنفسك أصدقاء آخرين، وأشغل نفسك بما يُرضي الله تبارك وتعالى، وأسس صداقاتك مع الناس على الإيمان والتقوى لله تبارك وتعالى، واعلم أن كل صداقة لا تقوم على التقوى والإيمان تنقلبُ إلى عداوة، قال الله تعالى: {الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوٌّ إلَّا المتقين}، وأعظم الصداقات ما كانت في الله ولله وبالله وعلى مراد الله، وما كان فيها النصح، ما كان فيها الإرشاد والتوجيه، (أخاك أخاك من نصحك في دينك وبصّرك بعيوبك، وهداك إلى مراشدك، وعدوُّك عدوُّك مَن غرَّك ومَنَّاك).

لا مانع – يا بُنيَّ – من أن تستمرَّ في الدعاء من أجل أن تعود الصداقة، لكن لا تشغل نفسك أكثر من اللازم، واجتهد كما قلنا في أن يكون لك أصدقاء آخرين، فإنه ليس من مصلحة الإنسان أن يكون له صديق واحد يحزن بسببه ويكتئب إذا فقده، ولكن المؤمن ينبغي أن يكون له عدد من الأصدقاء الطيبين، ولا مانع من أن يكون بعضهم أقرب إليه من بعض، ولكن من مصلحة الإنسان أن يكون له عدد من الأصدقاء، بل ندعوك إلى أن تدعو الله تبارك وتعالى أن يُحببك إلى خلقك وأن يُحبب إليك الصالحين منهم.

أرجو ألَّا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، وعليك أن تُكرر المحاولات من أجل الإصلاح، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُديم الألفة في طاعته وفيما يُرضيه، ونكرر لك الشكر على التواصل، وأرجو أن تشغل نفسك بما خُلقت لأجله من العبادة والإنابة والطاعة، ونسأل الله لنا ولكم الهداية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً