الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغبة شاب في إخبار فتاة بحبه لها مع عدم قدرته على الزواج في الوقت الراهن

السؤال

أنا شاب وضعي لا يسمح لي بالزواج الآن، وأنا طالب وتعبت من العلاقات الفاشلة والتي والله لم يكن قصدي فيها التسلية بل على العكس ولكنها جميعاً والحمد لله فشلت وكان ذلك لمصلحتي، الآن أفكر بشكل أكثر جدية وأنا معجب الآن بفتاة تدرس معي وهي متدينة أحب أن أبدي لها إعجابي ولا أريد أن أطلب منها أن ندخل في علاقة ستحظى هي أيضاً بالفشل، ولكن سأطلعها على ذلك فقط لتكون على دراية بالموضوع ولئلا يسبقني أحد إليها؛ لأنها كما سبق وذكرت ذات دين ولا أني سأتقدم لخطبتها بعد أن ننهي أنا وهي دراستنا، ولكن دون أن ندخل بأية علاقة تفسد طهارة الفتاة في رأيي، فهل ما أنوي فعله صحيح من وجهة النظر الأخلاقية والشرعية أم لا؟ وإن لم يكن كذلك فما الحل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن العلاقات العاطفية المبكرة ليس فيها مصلحة للفتاة أو الفتى، وغالباً ما يكون مصيرها الفشل وإذا صبرت الفتاة وانتظرت فإن أهلها لن ينتظروا المجهول ولن يقبلوا بمن يحجز فتاتهم عن الخطاب، ويتهرب عن كتب الكتاب على وفق السنة والكتاب، ومهما كان قصدك من تلك العلاقات فإنها مخالفة لآداب هذا الدين: (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))[النور:63]، ومن الطبيعي أن تتعبك تلك التقلبات، وأرجو أن تعلم أن الرجل إذا أعجب بفتاة فإن أول خطوة ينبغي أن يفعلها هو أن يعرف أولياءها ويطلب من أهله التقدم لطلب يدها فإن حصلت الموافقة وتم له ما أراد فإن من واجبه المسارعة بإتمام مراسيم الزواج حتى تكون العلاقة شرعية، ولا يخفى عليك أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج ولا تتيح للخاطب التوسع في علاقاته مع الفتاة ولا تجوَز له الخلوة بها فضلاً عن الخروج معها.

ولا شك أن وجود الفتيات مع الرجال جلب لنا كثيراً من المآسي والمصائب وقد بدأت الدول الكافرة تشعر بخطورة هذا الوضع وأخذوا في إنشاء جامعات تباعد بين الرجال والنساء ولست أدري متى سننتبه نحن لهذه المخالفة التي يدفع شبابنا ثمنها باهظاً مع شروق كل شمس .

وإذا تقدمت لخطبتها وتمت الموافقة وأخرتم الزواج بالاتفاق والتزمت بما ذكرته فلا بأس في ذلك مع ضرورة وضوح الوضع لأهل الفتاة ولأهلك، ولا شك أن دخول أهلك وأهل الفتاة مما يحفظ للجميع الطهارة والسمعة الطيبة، وهذا أيضاً سبب أساس في استقرار الأسرة مستقبلاً وفي استمرار روح الاحترام بينكما فإن الشاب يحترم الفتاة التي لها أولياء، والبنت تقدر الرجل الذي يعرف مكانة الرجال .
ولا يخفى عليك أن أي علاقة معلنة مخالفة لأحكام الشريعة، وفيها ضرر بالغ للجميع ولا يضمن أحد من الناس استمرارها؛ لأن أهل الفتاة ربما يكونوا قد أعدوا لها رجلاً وكذلك أهل الفتى .

فالحل الصحيح يكون بالتقدم رسمياً لأهل الفتاة عن طريق أهلك فإذا تمت الموافقة وحصلت المعرفة والتفاهم سهلت بعد ذلك بقية الأمور .

فنسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً