الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جاءني خاطب وأريد أن أكمل دراستي وأساعد أهلي، أنا في حيرة!

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة في 19 من عمري، وهذا العام ربحت البكالوريا، وأنا على الاستعداد لدخول الجامعة.

طلبني أحدهم للزواج، وللعلم أن الفتى عمره 28 سنة، وذو صفات حميدة، يصلي ويخاف الله، هذا فتى كان قد طلبني من أبي ومن أخي عندما كان عمري 15 سنة، ولكن كنت صغيرة حين ذاك، فرفضت بحجة إكمال دراستي. وفي هذا العام 2020 وبعد إكمالي لامتحانات البكالوريا تكلم معي في الفايسبوك وقال لي أنه يريد خطبتي، فلم أعرف ماذا أفعل؟ فرفضت أيضا بحجة أنني أريد إكمال الدراسة، وقلت له أن ينتظرني 5 سنوات لكنه انزعج قليلا من قراري، وللعلم أن الفتى يحبني وأظهر ذلك، وهو إنسان صالح خلقيا وماديا وعائليا، فقلت له لا بأس ابحث عن أخرى؛ لأنني أريد إكمال الدراسة وأن عليّ على الأقل أن أفرح أهلي على كل تعبهم علي وأن أرد لهم الجميل.

جلست أفكر قليلا، وخشيت أني سأكون ممن تحدث عنهم النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو بأنه سينتشر الفساد إذا أتاكم إنسان صالح ورفضتموه، ومن جهة أخرى أريد إكمال الدراسة، فوقعت في حيرة من أمري! فأنا حقا لا أريد رفضه ولكن دراستي أهم شيء لدى عائلتي، فقد استشرتهم في هذا وتكلمت مع أمي قلت لها: أمي ماذا لو توقفت عن الدراسة وتزوجت أو ماذا لو خطبت؟ فأمي قالت لي: أن الزواج سيأتي لا محالة، ولكن أكملي دراستك واعملي وطوري نفسك ثم تزوجي.

حقا أنا حائرة في أمري، لا أريد أن يحزن الفتى مني رغم أنه بقي 4 سنوات ينتظرني، ولا أريد إحزان أمي، وأريد أن أفرحهم بإكمال دراستي، وأن أساعدهم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرجس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدر لك الخير وأن يُصلح الأحوال.

لا شك أن مسألة القبول بالخاطب المناسب الصالح وعدم تفويت الفرصة هو الذي ينبغي أن تنتبهي له والذي نرجحه ونميل إليه، ونؤكد لك أن كثيرًا من أبنائنا وبناتنا جزءٌ كبيرٌ منهم عبر موقعنا هذا لهم تجارب ناجحة في إكمال الدراسة بعد الزواج، فالزواج يجلب الاستقرار، وتُصبح المتزوجة أو المتزوج له أهداف كبيرة في تحقيق الزواج، يريد أن يُسَرُّ بها ويُفرحُ بها عائلته الكبيرة وعائلته الصغيرة وأبنائه بعد ذلك.

وعليه فنحن نميل إلى القبول بهذا الخاطب، ثم الاتفاق معه واشتراط ذلك أيضًا أن تُكملي الدراسة، بل ولا مانع بعد القبول بخطبته من أن يكون الزواج بعد إكمال السنة الأولى في الجامعة أو نحو ذلك، حتى تضعي رجلك في سُلُّم التعليم الجامعي.

عليه: نحن نميل إلى هذا، وأرجو أن يكون لمحارمك من الرجال رأي في هذه المسألة، فالرجال أعرفُ بالرجال، يعني: الوالد، الإخوان، الأعمام، الأخوال، هؤلاء يتعرفوا على الشاب، فإن كان بالصفات المذكورة العالية، وهذا الانتظار وهذا الحرص على أن يرتبط بك؛ فنحن نرى عدم تأجيل الارتباط بهذا الشاب لأي وقت، مع ضرورة تأمين مسألة الدراسة وإكمالها والمواصلة فيها.

ومعلوم أن الدراسة بعد الثانوية – الجامعة وما فوقها – أمرُها سهل مع الذين لهم ارتباطات في العمل أو ارتباطات أسرية، يستطيعوا أن يُكملوا هذه الدراسات، فاثبتي على هدفك، إكمال الدراسة، لكن لا يكون ذلك سببًا في تعطيل الزواج الذي هو أغلى من كل الشهادات، الذُّريَّة التي هي أُمنية غالية لكل إنسان، ونسأل الله أن يُقدر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً