الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل طفلي يعاني من التوحد من خلال سلوكياته؟

السؤال

السلام عليكم.

طفلي عمره سنة و8 أشهر، لا يستجيب للنداء باسمه، علما أن سمعه سليم، ويستجيب للأصوات، أحيانا يكون منشغلا، وأناديه بأغنية فيستجب، بدأ المشي في عمر 11 شهرا، ومشيه منتظم، يقول: ماما وبابا منذ أن كان عمره سنة، ويسمي الماء (انبو)، وعند اللعب يقول: (بببب)، وأحيانا يقول: (عبببب)، ولا يتفاعل مع الأطفال من عمره، لكنه يتفاعل مع الأكبر منه، يحب الخروج من المنزل، عندما يريد شيئا يشير إليه، يميز طعم الأكل، ويختار ما يحبه، لا يأكل بيده أبدا، إنما يلعب به أو يرميه، ويشير إلي بمعنى أطعميني، أحيانا عندما يرقص ويضحك مع دعايات التلفاز أو الكرة، يتقبل الآخرين، يتفاعل معي لو طلبت منه شيئا، مثل تعال أو هل تريد كذا؟

أخته عمرها شهر، بدأ يغار منها، لكني لا أشعر بأنه يميز وجودها، فأحيانا يلعب بالقرب منها كأنه غير منتبه لوجودها، يفتح الجوال على أغاني ويندمج معها، عندما يرى الطعام يأتي مسرعا للأكل، وعندما يرى الماء وهو عطشان يحضره لأشربه، أحيانا أشعر بأنه في عالم آخر، ولا ينتبه لكل من حوله، وأحيانا يكون متفاعلا ويلعب ويضحك.

أخاف من التوحد، لأني قرأت أن من أعراضه أن الطفل لا يرد على اسمه، أرجو منكم الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سيلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في زيارة تطعيم العام ونصف ( 18 شهر ) نقوم بتقييم الأطفال تقييما مبدئيا في استمارة تحتوي على عدة أسئلة لبيان هل يعاني الأطفال من التوحد من عدمه، ويعاد تقييم الطفل عندما يبلغ 30 شهرا من عمره مرة أخرى، وطفلك ينطق ببعض الكلمات ويتفاعل مع الأطفال الأكبر منه سنا، ويتفاعل معك بصريا من خلال طلب الماء والطعام، ويتفاعل مع الآخرين ولا يبدو في الكثير من الأحيان أنه يعيش في عالم منعزل، كل هذه صفات لا تنطبق على التوحد.

وما يدعو إلى لفت الإنتباه أن كلماته التي ينطقها قليلة ربما بسبب نقص التدريب، حيث من المفترض أن نكرر الكلمة للطفل مرات عديدة حتى يسمعها جيدا ويسجلها في العقل الباطن ثم يستدعيها وقت الحاجة، وعليك تجربة تقطيع الكلمات عند تدريبه على النطق مثل مقطع (سا) وعندما ينطقه نكمل الكلمة ( سامي، سامر، ساعي )، وهكذا مع مقطع آخر مثل (ما) عندما ينطقه نكمل عدة كلمات ( ماما، مامي، ماشي )، وهكذا يمكن تعليم الطفل عدة كلمات في اليوم الواحد، مع الاهتمام بصور الحيوانات والألوان.

ويفضل إذا توفر لديكم مختبرات عمل فحص جينات أو عد كروموسومي للتأكد من أن العد طبيعي 44 + XY، ويفضل فحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH مع فحص صورة الدم CBC وعرض النتيجة على طبيب أطفال.

ومرض التوحد أو مرض Autism من اسمه يشير إلى أن الطفل يعيش في عالمه الخاص، كأنه وحيد في الدنيا لا يتفاعل مع الأخرين بأي شكل من أشكال التفاعل لا كبار ولا صغار.

فمثلا من ناحية العلاقات الاجتماعية المتبادلة فإنه لا يستجيب مطلقا عند مناداته باسمه، ولا يتواصل بصريا مع أحد، أي لا يدقق النظر في الآخرين بل ينظر إلى المجهول، ويبدو أنه لا يسمع الآخرين ويرفض العناق، ولا يدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين، ويفضل أن يلعب وحده ولا يلعب مع الأطفال.

وفيما يخص المهارات اللغوية فإنه لا يستطيع نطق الكلمات كغيره من الأطفال، ولا يستطيع ان يكون جمله مفهومة مثل: أريد أو إعطيني طعاما، أو فين بابا، ويتحدث بصوت غريب أو بنبرات وإيقاعات مختلفة، يتكلم باستعمال صوت غنائي أو بصوت يشبه صوت الإنسان الآلي (الروبوت)، ولا يستطيع المبادرة إلى محادثة أو الاستمرار في محادثة قائمة، وقد يكرر كلمات، عبارات أو مصطلحات، لكنه لا يعرف كيفية استعمالها.

وفي ناحية السلوك فإنه يقوم حركات متكررة مثل، الهزاز أو الدوران في دوائر أو التلويح باليدين، وينمّي عادات وطقوسا يكررها دائما،
ويفقد أعصابه عند حدوث شيء لا يروق له، ويظل دائم الحركة والصراخ ومن الصعب السيطرة عليه.

وولدك ينطق ببعض الكلمات ويطلب الطعام ويبتسم ويضحك عند اللعب معه، ويشترك مع الأطفال في لعبهم حتى لو كانوا أكبر سنا، ويتواصل بصريا ( العين في العين ) عند التحدث إليه، ويقبل الحضن والقبلات، فهو طفل طبيعي -إن شاء الله-، ولا يعاني من التوحد، ولكن يحتاج إلى رعاية خاصة، وتدريب مستمر، ويحتاج إلى تعلم الألوان وصور الحيوانات والطيور وأسماء الفواكه والخضروات، مع الاهتمام بالغذاء الصحي، وإعطاءه 5 نقط فيتامين D3 بشكل يومي دون انقطاع، وإعادة تقييم حالته بعد عام من الآن.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً