الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق وعدم القدرة على بناء الأفكار

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
وفقكم الله وبارك في جهودكم الطيبة.

أنا بعمر 38 سنة، مشكلتي تلازمني من قديم، وأحمد الله على كل حال.

أرجو منكم الإجابة على سؤالي، لعل الله سبحانه أن ينفعني بها، مما أعاني به قد ألخصه في نقاط:
خمول يصيبني أحياناً حتى إني لا أقدر على تنفيذ أبسط الأمور، مثل النهوض لشرب الماء، مع فقدان الشهية.

عدم القدرة على اتخاذ القرار في أبسط الأمور والاعتماد على الغير، ولو كان قليل الخبرة أو ربما هو طفل صغير.

التشتت الذهني والنسيان الشديد، وعدم القدرة على التركيز في العمل المنجز، والالتفات فقط لما يدور.

مراقبة الناس في أفعالي والاعتقاد أني مراقب فأصطنع الخوف والخجل من لقاء الناس، وعدم القدرة على صنع نقاش أو حوار، بل الاكتفاء بما يقوله الغير، واعتبار أن كل رأي هو الصواب.

الهروب إلى العزلة والخلوة، حتى مع الأهل والأبناء، والخوف الشديد من المواجهة، ودائماً أستسلم وأعتبر نفسي أنا المخطئ.

عدم القدرة على إيجاد الحلول أو إبداء الرأي، وإذا وجد يبدأ القلب في الخفقان بشدة.

محاولة إرضاء كل الناس على حساب نفسي، ومما يجدر التنبيه له أني أصلي وأحافظ على أذكار الصباح والمساء، وعند الإصابة أتكاسل عياذاً بالله، وهذه بعض الأعراض الحسية سرعة خفقان في القلب، احمرار في الوجه وصداع في الرأس ومحاولة الهروب فقط لأن أكون وحيداً بيني وبين نفسي حتى أرتاح.

في الختام أعتذر عن سوء التعبير، لأني أكتب وأنا مصاب بهذه الأعراض، وأسأل الله أن يكتب لكم الأجر والثواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه من فترة من خجل وصعوبة في لقاء الناس وحدوث زيادة في ضربات القلب وتفادي الناس، هذا يُرجح أنه رهاب اجتماعي، وطالما هو من فترة بعيدة أو من فترة طويلة ولم تُعالجه وقد أثر في حياتك فبعدها أصبت بأعراض اكتئاب مثل الإرهاق الشديد وفقدان الشهية، والتردد في القرارات.

هذه أعراض اكتئاب، ودائمًا الاكتئاب يحدث كاكتئاب ثانوي لعدم علاج الاضطراب الأساسي وهو الرهاب الاجتماعي، ولتأثير ذلك على حياتك، وفوق ذلك أصبت بأعراض اكتئاب.

الشيء الأساسي هو الرهاب الاجتماعي أخي الكريم، وإن كانت توجد عندك بعض أنماط الشخصية تجاه الآخرين وعدم الثقة في النفس نوعًا ما، والخجل الشديد، فهذه من سمات الشخصية التي قد تكون هي سبب لما حصل من رهاب اجتماعي، وكما ذكرت لك الاكتئاب، لأنك لم تعالج هذا الرهاب، وأثر على حياتك.

الحمد لله أنك محافظ على الصلاة، وعلى الأذكار، وهذا بإذن الله يُساعدك، ولكن مع هذا تحتاج إلى علاج لعلاج الرهاب الاجتماعي، ولحسن الحظ الأدوية التي تُعالج الرهاب الاجتماعي هي في الأساس أدوية مضادة للاكتئاب، ولعل أفضل علاج في حالتك هو الباروكستين، باروكستين 20 مليجرام، أو باروكستين CR خمسة وعشرين مليجرامًا، يجب أن تبدأ بنصف حبة في الأول، ثم بعد أسبوع حبة كاملة.

يستحسن أن تأخذه ليلاً قبل النوم، وبعد ذهاب هذه الأعراض وتحسُّن الحالة يجب أن تستمر في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك أوقفه بالتدرج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتوقف تمامًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً