الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأني مراقب، فكيف أتخلص من هذا الشعور؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 16 سنة، عند الذهاب إلى النوم أحس كأن أحدا ينفخ على وجهي، ويلعب بشعري، فأتعرق وأتخيل أشكالا غريبة ومخيفة تحدق إلي والكثير من الأعين تنظر إلي، فأكون خائفة، وأقرأ القرآن، ولكن دون جدوى، وأحس كأنني لا أتحكم في تخيلي، وأسمع أصواتا كصافرة وصراخ، وبعد كل هذا التعب كل ليلة أنام أخيرًا وأستيقظ متعرقة وأنا أرتجف.

أرجو مساعدتي، فحالتي متأزمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك ظواهر نفسية تُصيب بعض الناس عند بداية النوم، كما أن هذه الظواهر قد تحدث بعد الاستيقاظ من النوم، ومن هذه الظواهر ظهور ما نسميه بالهلاوس الكاذبة، أي أن الإنسان قد يسمع أصواتًا، أو يرى أشكالاً غير واضحة المعالم، وصراخ – كما في حالتك – وأيضًا قد يظهر نوع من قلق المخاوف في هذه الفترة، والذي يظهر في شكل تسارع في ضربات القلب وشعور بالخوف الشديد، وربما تعرُّق.

هذه الحالات تدلُّ على وجود قلق أو إجهاد نفسي أو إجهاد جسدي، وأنا أنصحك بأن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًّا للمزيد من الاستفسار عن الحالة، وفي ذات الوقت يمكن أن يُعطيك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وهذه قطعًا سوف تكون مفيدة.

أنا أطمئنك أن هذه الحالات كثيرًا ما تختفي تلقائيًا ودون أي علاج، وهي لسيت خطيرة أبدًا، كما أن بعض الإجراءات السلوكية البسيطة إذا قام بها الإنسان تُساعده، مثلاً: تجنب النوم النهاري، تجنب السهر، وتثبيت وقت النوم، والحرص على أذكار النوم، وممارسة أي رياضة كرياضة المشي مثلاً، تطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرج، وتمارين شد العضلات واسترخائها، هذه مفيدة جدًّا، وتوجد برامج كثيرة على الإنترنت واليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

طبعًا قراءة القرآن أمرٌ عظيم جدًّا، والصلاة في وقتها، وكذلك الأذكار كلها – خاصة أذكار النوم كما ذكرنا – كلها نافعة، وفي أثناء النهار كوني نشطة، وزّعي وقتك بصورة جيدة، اجتهدي في دراستك، لا تتركي مجالاً للفراغ.

هذه أسس علاجية جيدة جدًّا ومفيدة جدًّا، وكما ذكرتُ لك يمكن للطبيب أن يعطيك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف لفترة قصيرة وبجرعة صغيرة، وهذا إن شاء الله تعالى ينهي هذا الموضوع تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً