الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التزمت بالدواء إلا أن الأعراض تخف وتزداد

السؤال

السلام عليكم.

عندي مجموعة أعراض نفسية شخصها الأطباء على أنها اكتئاب ثنائي القطب، ومع أني ملتزم بأخذ الدواء في وقته دون انقطاع إلا أن الأعراض تخف وتزداد، لدرجة أني لا أستطيع النهوض من الفراش، ولا عمل أي شيء، بالإضافة إلى الحزن الشديد، وضيق في القلب، والرغبة في البكاء، الأمر الذي جعلني لا أستطيع ممارسة حياتي الطبيعية، وفشلي في الدراسة والعمل، وتكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية، حينما تكون الحالة في شدتها، لا أستطيع الذهاب إلى العمل أو عمل أي شيء.

تجربتي أكثر من 10 سنوات، مع العلاجات المختلفة على هذه الحالة، علما أن الدواء الحالي ومنذ سنتين (حبتين 75VENLAFAXINE فنلافكسين صباحا، وحبة 200 Ouetiapine سيركويل قبل النوم، أرجو الإفادة، هل تشخيصي صحيح؟ وإن كان صحيحا، لماذا لا يوجد تحسن مع الالتزام بالعلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاضطراب الوجداني القطبية إمَّا أن يكون اضطرابا وجدانيا ثنائي القطبية من الدرجة الأولى، وهذا النوع يستلزم حدوث نوبة هوس على الأقل نوبة واحدة مع نوبات اكتئاب بعد ذلك، يعني: لا بد من حدوث نوبة هوس على الأقل نوبة واحدة، ثم بعد ذلك تكون نوبة أو نوبات من الاكتئاب.

وأمَّا الاضطراب الوجداني الثنائي من الدرجة الثانية، فهذا يتطلب حدوث نوبة هوس خفيفة، واحدة على الأقل، ثم بعد ذلك يمكن أن تكون هناك نوبات متكررة من الاكتئاب.

الأعراض التي ذكرتها في استشارتك كلها أعراض اكتئاب، ولم تذكر أي عرض من أعراض الهوس أو ما تحت الهوس، وهذا يُشكّك في تشخيص الاكتئاب الوجداني ثنائي القطبية.

إذا كان تشخيصك فعلاً هو اكتئاب وجداني ثنائي القطبية، ونسيت أن تذكر لنا أعراض الهوس، أو ما تحت الهوس، فالعلاج لا بد أن يحتوي على مثبت مزاج حتى ولو كانت الأعراض معظمها أعراض اكتئابية، وأنت الآن تأخذ علاج اكتئاب، الـ (فينلافاكسين Venlafaxine)، والـ (كويتيابين Quetiapine) بالرغم من خصائصه أنه مثبت للمزاج، لكنه لا يُعتبر من مثبتات المزاج الرئيسية مثل الـ (ليثيوم Lithium)، والـ (صوديوم فالبروات Sodium Valproate)، والـ (لاموتريجين Lamotrigine)، أو الـ (كاربامازيبين Carbamazepine).

فأنا لا أستطيع أن أثبت أنك تعاني من اكتئاب ثنائي القطبية على حسب المعلومات التي ذكرتها – كما ذكرتُ لك – لذلك أنصح بأن تقابل طبيبا آخر لأخذ تاريخ مرضي مفصّل، وبالذات التركيز على: هل حصل لك من قبل نوبة هوس؟ سواء نوبة هوس رئيسية أو نوبة هوس خفيفة؛ لأن هذا يتطلب أن تأخذ مثبتات المزاج، وهي الأصل في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، حتى ولو كان يأتي في شكل أعراض اكتئاب.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً