الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي يربط رضاه بزواجي من قريب لنا وأنا أرفضه!

السؤال

السلام عليكم.

أبي يريد أن أتزوج بقريب منا وأنا رافضة لهذا الموضوع؛ لأني لست مرتاحة نفسيا أبدا، وأبي يربط موضوع الزواج برضاه فإن لم أتزوجه فلن يرضى عني هو وأمي، أنا متعبة نفسيا وجسديا من هذا الموضوع، أرجو الإجابة، هل يلحقني إثم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحاب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

الوالدان –ابنتنا الكريمة– غالبًا ما يكون قرارهما مصحوبًا بالحرص على مصلحة ابنتهما، مع ما جَبَلَه الله تعالى عليهما من الرحمة بها والشفقة عليها وحُبُّها، فهذا هو الغالب، ولهذه المعاني وغيرها جعل الله تعالى ولاية التزويج في يد الأب، وهو غالبًا ما يكون أدرى بالحياة وأهلها من البنت.

فنصيحتُنا لك أولاً ألَّا تُهملي قرار والديك إهمالاً دون إعطاء حقه من النظر والتفكّر في المصالح التي من أجلها اختار لك هذا الرجل، وإذا كان الأمر أنه مجرد عدم راحة نفسية فهذا يمكن أن يزول إذا كان في هذا الشخص من الصفات ما يمكن أن يُحَبِّبه إليك من جهة خُلُقِه ومن جهة شكله وخَلْقِه.

هذا نقوله – أيتها البنت الكريمة – على جهة النصح، وإلَّا فعدم طاعتك لوالديك في هذا الأمر ليس فيه إثمٌ عليك عند كثير من أهل العلم، وقد جاءت فتاة تشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن أباها زوّجها ابن أخيه ليرفع خسيسته وهي غير راضية، فردَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نكاحها، وجعل أمرها بيدها، فرضيت بهذا، ولكن أرادت فقط أن تُبيِّن للناس، فقالت: (لقد أجزتُ ما صنع أبي، ولكن أردتُّ أن يعلم الناس أن ليس للآباء في الأمر شيء)، وهذه القصة يُستأنس بها وإن كان في صحتها نظر عند كثير من العلماء، لكن يستأنس بها العلماء في منع تسلُّط الأب على ابنته بأن يُزوّجها مَن لا تُريدُه.

فالخلاصة أنه ليس عليك إثم إن أنت رفضت هذا الزواج، ولكن هل رفضك هو المصلحة أو لا؟، هذا أمر يحتاج إلى نظر وتأنٍّ في أمورٍ كثيرة، منها أولاً: فرص الزواج إذا رفضت هذا الخاطب، هل يمكن أو يغلب على الظن أن يحصل خاطبٌ آخر عن قريبٍ بسهولة ويُسرٍ؟ هذه واحدة، والشيء الثاني: ما هي مواصفات هذا الخاطب الذي تقدّم لك وأراد أبوك أن يُزوّجك إياه؟ هل فيه ما يدعوه إلى الزواج به؟ فإذا وُجدت الصفات الطيبة فإن عدم الارتياح النفسي سيزول مع مرور الأيام -إن شاء الله-.

وهكذا ينبغي أن تنظري للأمر من جميع جوانبه، وتستشيري العقلاء من قراباتك وأهلك، وتستخيري الله سبحانه وتعالى، وسيوفقك الله تعالى لاتخاذ القرار السليم.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً