الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابتني ثعلبة وأكزيما وحكة وصديد.. أريد نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأطباء الأفاضل، أرجو إفادتي والإجابة على سؤالي ومشكلتي إجابة وافية كافية؛ لأني تعبت منها.

منذ ثلاث سنوات تقريباً أصابتني ثعلبة في أسفل شعري من الخلف، لم أعر الموضوع اهتماما كبيراً لأن شعري كان كثيفاً جداً، وبسبب طبيعتي المتفائلة لم أتوقع السيئ، تركته وأهملته حتى زاد وكبر وانتشر، وذهبت إلى طبيب أعطاني إبراً موضعية ومينوكسيديل Neoxidil، لم أنتظم عليه، زادت الثعلبة؛ فذهب ثلاثة أرباع شعري، لم يتبق من شعري إلا منطقة التاج بالكاد تغطي منطقة الصلع.

وذهبت إلى دكتورة أخرى ووصفت لي المينوكسيديل مرة أخرى، منذ سنة فقط وشهرين تقريباً انتظمت عليه كما قالت ستة شهور، بالبداية كنت أضعه مرتين باليوم، فنما شعر رأسي قليلاً، ولكن شعر جسمي أيضاً كثر، وخرج شعر بالوجه والرقبة وزاد شعر اليدين والساقين بشكل ملحوظ، فبعدها استخدمته مرة واحدة باليوم، لمدة ستة شهور، خرج شعر رأسي وطال ولكنه ضعيف جداً لا يحتمل أي شد ولو كان قليلا.

تركت المنيوكسيديل وازداد التساقط، فرجعت له مرتين بالأسبوع، ولكن الآن ظهرت مشكلة أخرى في المنطقة السفلية من الرأس من الخلف أصابني مثل الالتهاب بفروة الرأس وحكة شديدة، وعندما أحكه يخرج صديد أو ماء لا أعلم ما هو؛ ولكنه يترك قشرة سميكة على الرأس، ثم يتقشر ويأتي غيره والشعر يتقشر معه! وأشد منطقة فيها الالتهاب لا يوجد فيها شعر.

قبل أن أكتشف هذه المشكلة كنت أضع المينوكسيديل عليه، فيصيبني تهيج في تلك المنطقة وحكة شديدة أظن أنه بسببه، المشكلة الآن أن شعري ضعيف ويتساقط ولا يستغني عن المينوكسيديل، وإذا وضعته زاد الالتهاب والحكة والصديد، لقد تعبت بحق من ذلك الشعر، أصبح همي وشغلي الشاغل، أرجوكم أفيدوني ماذا أفعل؟ هل أترك المينوكسيديل؟ وكيف أعالج هذا الالتهاب الغريب؟ وما هو؟

شاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ Loletta حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيبدو -والله أعلم- أن ما تعانين منه هو شيئان: الثعلبة التي بدأت وانتشرت، ثم تهيج الموضع المعالج وأحدث التهاب الجلد بالتماس، والذي علاجه مختلف عن الثعلبة.

أولاً: الثعلبة:
1- أسبابها إما مناعية (إن ترافقت مع أمراض مناعية كالسكري والدرق)، أو وراثية (إن ترافقت بمرض المنغولية)، أو تحسسية (إن ترافقت مع الأكزيما البنيوية)، ومن الأشياء التي تضعف المناعة والمتهمة في إثارة الثعلبة الإنتانات، مثل البؤر الصديدية أو الإنتانية الخفية أو الظاهرة، أو نخرة سنية غير معالجة، أو القلق الشديد، أو الحالة النفسية غير المستقرة، أي يفضل فحص الأسنان واللوزتين والجيوب، وعلاج ما يحتاج إلى علاج، ثم فحص العيون لإسواء الانكسار كاحتياج المريض لنظارة وعدم استعماله لها وهكذا.

2- علاجها:
أ‌- بتحسن مناعة المريض العامة.

ب‌- هناك ما يسمى المبيغات الموضعية، أي مهيجات الجلد لإحداث توسع وعائي واحمرار، وهي تفيد في إحداث التهاب يؤدي إلى العودة إلى نمو الشعر في أغلب الحالات، ولكن في حالتك عليك التريث نظراً لحدوث التهيج المذكور.

ت‌- المراهم الكورتيزونية الموضعية، ويجب ضبط قوة الكورتيزون ومدة العلاج لتجنب الآثار الجانبية، (تحت إشراف طبي).

ث‌- الحقن الكورتيزوني الموضعي، المدد 1 إلى 7 من التريامسينولون، ويحتاج إلى حذر شديد على الفروة (تحت إشراف طبي).

ج‌- العلاج الضوئي الكيميائي، أي حبوب، ثم التعرض للأشعة فوق البنفسجية، ويحتاج على الأقل 60 جلسة بمعدل 3 جلسات أسبوعيا ليبدأ التحسن (تحت إشراف طبي).

ح‌- في الحالات المنتشرة أو المعندة قد تعطى الكورتيزونات عن طريق الفم، ولكن ضمن شروط إعطائها من مراقبة ضغط الدم وسكر الدم وتعويض الشوارد وغيره؛ (تحت إشراف طبي).

خ‌- المينوكسيديل بأسمائه المختلفة وتركيزاته المتفاوته قد يفيد بزوال الأسباب، ولكن لا يدهن على بشرة متهيجة؛ لأن ذلك يزيد امتصاصه مما يؤدي إلى انخفاض الضغط الدموي من جهة والشعرانية في مواضع أخرى غير المعالجة كما حدث معك.

د‌- وأخيراً: معدلات أو مغيرات المناعة مثل مستحضر سايكلوسبورين إي، مع مراقبة تصفية الكرياتينين بمعدل كل أسبوعين مرة (تحت إشراف طبي).

ذ‌- العلاج الأنسب هو العلاج الذي يقدر لكل حالة بحالها، فالمتوضعة الجديدة غير المعممة الكبيرة، والذكر غير الأنثى، والصغير غير الكبير، وغيره الكثير.

ثانياً ـ أكزيما التماس:
1. من المهم إيقاف السبب الذي هو هنا (المينوكسيديل).
2. استعمال اللوشن الكورتيزوني بعد التأكد من عدم وجود تقيح وإنتان.
3. استعمال المهدئات أو مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة والتهيج.

ختاماً: نراجع الأسباب ونعالج ما يمكن، ونتوقف عن المينوكسيديل ونعالج التهاب الجلد، وبعدها يجب إعادة تقييم الحالة، والمتابعة مع طبيب أمراض جلدية متخصص ثقة ذي سمعة طيبة، إلى أن يتم عودة الشعر إلى وضعه الطبيعي بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً