الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من الممكن أن تكون الأحلام حقيقة على الواقع؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الفترة الأخيرة تراودني أحلاما مختلفة، وعندما أقوم بتفسيرها أجد أن لها نفس المعنى تقريبا، ولا سيما أن تفسيرها في نظر المفسرين شيء جميل، ولكن أنا أنزعج كلما قرأت تفسيرهم، وخاصة أنه يتعلق بالزواج، وأنا لا يشغل بالي سوى تقربي من الله ودراستي، وهل من الممكن أن يكون ذلك حقيقة على أرض الواقع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ خولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثرة الأحلام لا يعني أنها رؤى لها تفسيرات، فقد تكون من تخابيط الشيطان؛ لأن كثرة الأحلام عند الشخص تدل على أن تلك الأحلام غالبها من الشيطان، أو من حديث النفس، فلم يكن أحد من الصحابة رضوان الله عليهم تكثر عنده الرؤى، بل كانوا قليلي الرؤى، وفي مثل من هو في سنك تكثر عنده الرؤى التي قد تدل على الزواج ولكنها تكون ناتجة عن حديث النفس أو من الشيطان.

تعبير الرؤى لا يتم من خلال القراءة في كتب التعبير، ولا يكون من خلال البحث في اليوتيوب فيما تكلم به المعبرون في الأمور القريبة من رؤياك أو مثلها أحيانا؛ لأن تعبير الرؤى لا بد أن يعرف المعبر صفات الشخص وغير ذلك مما له تعلق بالعبير، وذلك من خلال سؤال المعبر صاحب الرؤيا.

الرؤى ثلاثة أنواع:
الأول: من الله وهي التي تعبر وتكون في أوقات معينة، ويكون فيها إشارات تساعد المعبر على التأؤيل.
والثاني: يكون من حديث النفس، وهي التي يتحدث فيها الشخص في النهار، أو قبل النوم، أو تجول في خاطره.
والثالث: يكون فيها تخاليط فينسى بعض ما رآه، أو تكون مخوفة، أو فيها حزن فهذه من الشيطان ولا تعبير لها.

تعبير الرؤيا قد يقع وقد لا يقع، ولا ينبني عليها أي حكم، فلا تتعلقي بالرؤى، ولا تشغلي بالك فيها، فما هو مقدر لك ستجدينه، ومسألة الزواج لا بد منها؛ لأنها من الأمور الجبلية التي فطر الله الناس عليها، وعدم قبولها ورفضها يتصادم مع الفطرة، فنحن لم نخلق لنكون رهبانا، ولكن لتكون حياتنا متوازنة فنعطي للروح حقها وللبدن حقه.

لا بأس من أن تجتهدي في الطاعات وأنواع العبادات، ونوصيك كذلك بالاجتهاد في التحصيل العلمي، وأمر الزواج سيأتيك في الوقت الذي قدره الله لك، فإن جاءك من ترضين دينه وخلقه فاقبليه، ولا تردي نعمة الله فتعاقبي.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق في حياتك آمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً