الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرق شديد رغم تناول المنومات، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من أرق شديد منذ حوالي ٨ أشهر، بدأ معي الأمر بعدم النوم نهائيا لفترة قد تصل لأسابيع رغم تناول المنومات، فأنام ساعة أو ساعتين، وحاليا أتقلب في الفراش إلى أن أنام، وإذا نمت أشعر بأن عقلي لا ينام، تركت عملي؛ لأنه أصبحت تأتيني وساوس بالنظر للعورات والشذوذ، وأصبحت أخاف من الخروج أو العمل، ولا أركز عندما أتحدث مع أحد، وتركت الرياضة، والقراءة، ومشاهدة التلفاز؛ لأنها تزيد الوساوس، ولم أكن كذلك من قبل أبدا.

وصف لي الطبيب عقار (فيفارين ٢٠٠) يوميا، وأقوم بالرقية، ولكن الوساوس تراودني، وأفكاري مشتتة، وأصبحت غريبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دودا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأنا أجبتُ على استشارتك التي رقمها (2460252) منذ شهرٍ تقريبًا، أتمنى أن تكوني قد طبقت ما ذكرتُ لك من إرشاد وتناولتِ ما وصفتُه لك من دواء، واستشارتك هذه طبعًا لها علاقة الاستشارة السابقة.

أنا أقول لك: تناول المنومات كثيرًا ما تؤدي حقيقة إلى ما يُعرف بالتحمُّل أو الإطلاقة، يعني أن هذه الأدوية تفقد فعاليتها بمرور الزمن، خاصة إذا كانت من مجموعة الـ (بنزوديازيبينات benzodiazepines)، لذا نحن لا ننصح بها، ننصح بتحسين الصحة النومية من خلال الأسس المعروفة: ممارسة الرياضة، تجنُّب النوم النهاري، تجنُّب السهر، الحرص على الأذكار، عدم شرب الشاي والقهوة وكل محتويات الكافيين بعد الساعة السادسة مساءً، وهكذا. إذًا هذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا.

وقبل أن يذهب الإنسان إلى سريره وفراشه عليه أن يتوضأ، وعليه أن يركع ركعتين وأن يُوتر قبل أن ينام، ولابد أن تكون له تأمُّلات إيجابية، هذا يفيد الإنسان كثيرًا. تطبيق بعض تمارين الاسترخاء (تمارين التنفس التدرُّجي) على وجه الخصوص، وأنت على السرير، وقبل النوم وقبل قراءة الأذكار هذا سيكون علاجًا طيبًا بالنسبة لك.

الفافرين دواء ممتاز، وأنا فيما سبق وصفتُ لك الـ (أنفرانيل) والذي أراه أيضًا عقار داعم، فـ 200 مليجرام من الفافرين يُضاف إليها 50 مليجرامًا من الأنفرانيل؛ أعتقد من الناحية الدوائية ستكون هي الوصفة المُثلى، والتي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

طبعًا لا بد أن تعتمدي أيضًا على التطبيقات السلوكية فيما يتعلَّقُ بالوساوس: التحقير، التنفير، عدم الخوض في الوسواس، وعدم حواره.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً