الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أقبل الزواج به، أم أرفضه لظروفه المادية؟

السؤال

السلام عليكم

من فضلكم أعطوني نصيحة تشعرني بالراحة، أنا مقبلة على الزواج.

تعرفت على شاب منذ شهر، وفي الشهر الثاني خطبني حسب كلامه معي، والناس يقولون عنه أنه شخص مسئول وذو شخصية، لكن ما يخيفني من الأمر أن عنده ظروف مادية، ودائما يصارحني من حيث المادة مرة تكون متوفرة، ومرة تغيب.

يقول لي: يلزمك التحلي بكثير من الصبر، فما أنت عليه الآن عند أهلك يمكن أن يتغير، وقد لا أقدر على توفيره لك ما كنت معتادة عليه.

الحقيقة أنني خفت من أنه قد لا يستطيع أن يكون كفيلا بالزواج وعلى قدر المسئولية في المستقبل.

صليت استخارة في جوف الليل ثلاث مرات وأشعر بالحيرة، هل أتوكل على الله وأقبل به، أم أرفضه بسبب ظروفه المادية؟

أرجوكم أعطوني إجابة مقنعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aziza حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يُقدر لك الخير، وأن يجمع بينك وبين هذا الشاب على الخير، وأن يكتب لكم السعادة، ويُصلح لنا ولكم في طاعته الأحوال.

أرجو ألَّا تترددي في القبول بهذا الشخص الذي جاء إلى البيت من الباب، والذي يقول الناس عنه بأنه شخص مسؤول وذو شخصية، والفقر ليس عيبًا في الإنسان، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة، والله تبارك وتعالى يقول لمن يخاف من الفقر: {إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله}، والغنى من الله تبارك وتعالى، والإنسان حقيقة بعد الزواج يُقدّرُ المسؤولية ويُقدّر قيمة الدرهم والدينار، ويبحث عن أعمال إضافية، ويشعر بالمسؤولية، وأنت تقولي (هو مسؤول)، وهذه كلها مفاتيح للرزق، وبعد ذلك كما قلنا (طعام الاثنين يكفي الثلاثة)، فأنت تأتي برزقك، وهو يأتي برزقه، والأطفال -إذا رزقكم الله أطفالًا بإذنه وفضله- أيضًا يأتوا بأرزاقهم، فلا خوف على الرزق، ولا ترفضي الشاب بالمواصفات المذكورة من أجل الخوف على الرزق.

واعلمي أنك لن تجدي رجلاً يخلو من النقائص والعيوب، ولكن طُوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة.

وعليه: أنت مثل بناتنا، ولا نريد لك أن تترددي في القبول بالشاب المذكور، خاصة وقد شعرت أن الناس يُشيدوا به، والناس دائمًا يظلموا الإنسان، فإذا قالوا (إنسان جيد) فهو أحسن من جيد، فهو أرفع من ذلك، فنسأل الله أن يُعينك على الخير، وأن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، ولا شك أن رأي محارمك له أثر كبير، فالرجال أعرفُ بالرجال.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً