الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تقلبات مزاجية متعبة ومؤلمة.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من حالة إحباط وانعزال عن العالم، وفجأة أشعر بنشاط وابتهاج واندفاع للحياة، وأتكلم بشكل طبيعي مع الناس وبصوت مسموع وواضح، وبدون إحساس بالخجل أو التثاقل، فأصمت.

من ١٠سنوات لدي نوبات صداع (شقيقة) أغلب الوقت، والصداع يكون كلي بعض الوقت، وذهبت لطبيب المخ والأعصاب، والأنف والأذن، وجربت الكورتيزون في الوريد، وما زال الصداع يتردد، نصحني أحدهم بأن أراجع طبيبة نفسية وعصبية، وفعلا ذهبت، ووصفت لي Effexor xr 75 mg فقط، وطلبت مني عمل جدول يتضمن المواقف التي تثير مشاعري من غضب أو سعادة الخ + ردة فعلي في المواقف + التي أضطر لإظهارها وهكذا، ولكن لم أكمل.

ولم أرجع للطبيب، وتركت الأفكسور فجأة بسبب أعراضه الجانبية، المشكلة بعد أن تركته حصلت لي تقلبات في المزاج متعبة ومزعجة جدا، أكون فرحانة، ولكن بنفس الوقت خائفة من تغير مزاجي فجأة (مع أنه لم يتغير فعليا إلى الآن)، وفجأة أصمت تمامًا، ويتغير مزاجي، وإذا احتجت لتاكسي مثلا، فإنه تمر الكثير من سيارات التاكسي ولكن لا أوقفها، لا أعلم لماذا؟ كأني ابتلعت لساني، كأني لا أقوى على الكلام، وقد تصل لنصف ساعة، وأنا في مكاني بلا حراك ولا كلام، مع أن المواصلات متوفرة، وهذا الشيء جدًا مرهق.

أفكر في موقف جميل أو حدث جميل سيحدث لاحقًا في نفس اليوم لأتحدث وأبدي ردات فعلي المختلفة، وأكمل يومي، إذا لم أستحضر أي حدث مشوق سيحدث، أميل للصمت والإحباط، وربما الاكتئاب.

وإن كان يجب أن أبدي ردة فعل، أظل صامتة، إذا غضبت أو حزنت، فيكون أضعافا مضاعفة، ويحترق جوفي.

أتمنى فقط أن يثبت مزاجي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Esraa . حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الموقع.

بالفعل من خلال وصفك التقلُّبات المزاجية لديك واضحة جدًّا، وأنا لستُ على يقين تامّ بأنها قد وصلت لمرحلة ما نُسميه بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية – أي نوبات انشراح تنتابها نوبات اكتئاب – والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية له عدة أنواع، وهنالك فنِّيات كثيرة متعلقة بتشخيصه، لا يمكن أن يُحدِّدها إلَّا الطبيب المختص.

من وجهة نظري: مقابلتك لطبيب نفسي سوف تكون مهمّة جدًّا للتأكد: هل بالفعل لديك شيء من ثنائية القطبية؟ لأن الخط العلاجي هنا مُحدَّدٌ ومعروفٌ.

بصفة عامّة: ربما تحتاجين لأحد مثبتات المزاج البسيطة، مثلاً عقار مثل الـ (لاميكتال) والذي يُسمَّى علميًا (لامتروجين) قد تحتاجين منه جرعة صغيرة إلى متوسطة، وهو أيضًا يُعالج نوبات الصداع، أو سوف يُشعرك بشيء من الفائدة العلاجية على الأقل.

الصداع (الشقيقة) له علاجات أيضًا مختصة معروفة، منها عقار (إندرال)، أو عقار (توباماكس)، ولا بد أيضًا أن تتجنبي الضغوطات النفسية، أن تمارسي رياضة، أن تمارسي تمارين استرخائية، أن تحذري من بعض الأطعمة التي ربما تُثير صداع الشقيقة، أن تتجنبي تناول الكافيين بكثرة، خاصة الشاي والقهوة ... فهذه كلها ضوابط علاجية مهمَّة جدًّا.

إذًا أرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيبة مرة أخرى أو أي طبيب آخر.

أنا أرى أنك في حاجة لأحد مثبتات المزاج البسيطة مثل الـ (لاميكتال)، ويمكن أن تُضاف له جرعة صغيرة من عقار (باروكستين)، وهو مضاد للاكتئاب النفسي، وفي ذات الوقت لا يدفع الإنسان نحو القطب الهوسي أو القطب الانشراحي.

وعمومًا إدارة حياتك بصورة فعّالة؛ من حيث حُسن إدارة الوقت، وأن تكون لك أهداف، وأن تتجنّبي الفراغ، أيضًا نعتبرها إضافة علاجية مهمَّة جدًّا.

فأرجو أن تقابلي الطبيب، وبعد ذلك تتواصلي معي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً