الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الحب الحقيقي والوهمي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة ملتزمة والحمد لله، وأريد أن أعرف كيف تستطيع الفتاة التفرقة بين الحب الحقيقي وبين وهم الحب؟ ولماذا أحياناً وهم الحب يكون قوياً ومسيطراً على قلب وعقل الفتاة؟ وكيف تستطيع التخلص من وهم الحب؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ Rouan حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يحفظك ويوفقك لما يحبه ويرضاه وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

إن وهم الحب لا يسيطر إلا على قلب يشتغل بغير الله ويخلو من مراقبة الله وينسى الوقوف بين يديه، والمؤمنة تؤسس حبها على ما يحبه الله، وتعمر قلبها بحب الله وتترجم ذلك باتباعها وحبها لرسول الله، وتحب والديها وتحب الصالحات لصلاحهن وطاعتهن لله، ثم تحب بعد الزواج زوجها لتنال ما أعده الله؛ لأنه أولى الناس بها وهي تؤجر على صدق مودتها وإخلاصها له، وسوف يبادلها المشاعر ويسعدها بحبه وشفقته وغيرته عليها.

وأرجو أن أؤكد لفتياتنا بأن الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي أما ما كان قبل ذلك فنستطيع أن نقول (كل محب كذوب)، وكم من فتاة خدعها الكلام المعسول وأوقع بها شاب مرذول، وجد قلباً خالياً فتمكن، ووجد فتاة غافلة فلعب بها وقرب لها البعيد وخدعها وأوهمها بأنه سوف يجعل حياتها عيدا فلما نال منها بغيته فضحها عند القريب والبعيد.

والفتاة العاقلة لا تجاري شباب اليوم في عواطفهم الكاذبة التي يبذلونها لفتاة اليوم وغداً يخدعون بها الثانية، لكنها تؤسس مستقبلها تحت ضوء الشمس وفي وضوح القمر.

وهناك حب عاطفي كحب المرأة لولدها والبنت لوالديها وإخوانها، وحب إنساني كحب الإنسان الخير للضعفاء واليتامى والمحتاجين، وحب رومانسي يعتمد على المظهر والشكل وهذا النوع قابل للتقلب والتنقل في حالة وجود صور أجمل، وهو عرضة للموت في حال البعد والسفر، أما الحب الحقيقي فهو مودة ورحمة لا يرتبط بالمظاهر وحدها ولكنه يركز على القيم وجمال الباطن ويزداد مع الأيام قوة ويستمر في الحياة وبعد الممات، وقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يذكر خديجة ويهش لصويحباتها ويوزع الطعام على أقربائها وصديقاتها.

والفتاة العاقلة لا تنخدع بالسراب ولا تجاري الشباب لكنها تحرص على اتباع السنة والكتاب، ولا تقبل إلا بصاحب الدين حين يأتي من الأبواب ويقصد القرب من صاحبة الدين والحجاب، ويطلب يدها من وليها ويعجل بإتمام مراسيم الزواج وذلك هو الصواب.

ولاشك أن خطورة وهم الحب تكمن في أنه مبني على المجاملات وذكر المحاسن وإخفاء السيئات وهو قبل ذلك يغضب رب الأرض والسماوات، فلا تكوني ممن تخدع بالسراب وتلهث وراء الذئاب.

فحافظي على التزامك واحرصي على عفافك، وسوف يأتيك ما قدره لك ربك وأنت في دارك، ونحن نشكرك على حرصك وسؤالك، ونسأل الله أن يحفظك ويصلح بالك.

والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً