الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزوج منذ عامين ولم تنجب زوجته .. فماذ يفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌ متزوج منذ سنتين، ومنذ بداية الزواج وأنا أحاول أن يكون لي أبناء، ولكن الله لم يشأ، وقد حملت زوجتي التي أحبها حباً كبيراً وهي تعينني دائماً على طاعة الله، وهي ملتزمة بالدين بشكل رائع، ولكن بعد ثماني شهور ولدت بعملية؛ لأن أحد التوأمين كان متوفى، والطفل الآخر في حالة صعبة جداً جداً في المستشفى، وعندما أذهب إلى المستشفى أكون غير متأكد أني سوف أراها أو لا، المهم أن الأطباء يقولون لي أن هناك مرضاً وراثياً، ماذا أفعل؟ هل أتزوج وأنا أعلم أني لن أستطيع أن أعدل؟
أو هل أترك زوجتي تتزوج غيري وهذا صعبٌ جداً على قلبي؟ أم هل أبقى أنا وزوجتي بدون أولاد؟ أرجوكم أشيروا علي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقتٍ وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يمن عليك بالذرية الصالحة، وأن يبارك في زوجتك، وأن يجعلها دائماً عوناً لك على طاعة الله، وأن يصب عليكما الخير صباً، وألا يجعل عيشتكما كداً، وأن يجعلكما من الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أنه ما زال أمامكم فرصة كبيرة للبحث عن الذرية، فحياتكما الزوجية لم تتجاوز العامين، فهذه مدة قصيرة جداً من عمر الأسر، ولا ينبغي لنا أن نتسرع في الحكم، فما زال أمامكم عمر طويل مديد إن شاء الله .
فإذا ثبت طبياً أن زوجتك لن تحمل مستقبلاً، أو أنها لن تنجب أطفالاً طبيعيين، وكان هذا التشخيص مؤكداً، ففي هذه الحالة لابد من جلسة مصارحة بينكما لتتفقا معاً على ما ينبغي عليكم القيام به، ولابد من مراعاة شعورها باعتبار أنها الطرف المبتلى، اطلب منها رأيها في حل هذه المشكلة، وحاول أن تشجعها على اتخاذ القرار الذي يحافظ على الأسرة، وفي نفس الوقت يساعد في حل المشكلة، فإن كانت ملتزمة فعلاً وتعرف دينها بالمعنى الصحيح فلا أعتقد أنك ستجد معها أي مشكلة في الزواج بأخرى مع بقائها في عصمتك، وهذا أمرٌ لا شيء فيه شرعاً، فالتعدد مشروع بسبب وبدون سبب، ولكننا فقط نسترضيها حتى لا نكسر قلبها، وإلا فأي امرأةٍ في العالم لا تحب التعدد إلا فيما ندر، والنادر لا حكم له.

فإن قبلت بزوجةٍ أخرى معها فقد حلت لك المشكلة الحل الشرعي السليم، وإن أبت ورفضت هذا الحل فحاول معها، ولا مانع أن تستعين بمن يساعدك في إقناعها بأن هذا هو شرع الله الذي لا ينبغي للمسلمة رفضه أو الاعتراض عليه، فإن لم توافق على ذلك فلك أن تبحث عن زوجة أخرى لديها الاستعداد الطبيعي للإنجاب وتحقيق هدف الشرع، وأوصيك الآن بالإكثار من الدعاء أن يصلح الله لك زوجتك، وأن ييسر لها أمر الصحة والحمل والإنجاب، وأن تكثر أنت وهي من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنية الذرية، فإن لم يتيسر لكم ذلك، فأعرض عليها الأمر ثم توكل على الله.
مع تمنياتنا لكم بالذرية الصالحة والسعادة في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة