الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بكهرباء في الجسم، ما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم

في الغالب أعاني من وسولس قهري على حد وصف بعض الأطباء، ولكن في الفترة الأخيرة ظهر لدي عرض غريب الشعور، ذبذبات كهربائية في رأسي وأطرافي ومنتصف الوجه، وأحيانا وغز يشعرني أحيانا بالحاجة للهرش في مكان الوخز.

إضافة لثقل في الأطراف وبداية تنميل في الأصابع وخصوصا في اليد اليمنى، والتي قد تصل إلى انكماش أطراف اليد، ووجود تقلصات في منتصف ظهر كف اليد يرى بالعين المجردة، وتكون باردة وتعرق بشدة في الوقت ذاته.

مع الألم في الرأس، وخصوصا منتصف الرأس من الأعلى ومن الخلف، وألم في الرقبة من الجانبين، وتغير لون جلد الأطراف السفلية يكون أحمر وأزرق، والأقدام باردة ثم تعود للونها الطبيعي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي: طبعًا كل ما تحدثت عنه هي أعراض جسدية، وهذه الأعراض يجب أن نفرَّق ما بين هل هي عضوية حقيقيّة -أي ناشئة من مرض عضوي- أم هي نتاج للقلق النفسي المصاحب للوسواس؟

أنا أعتقد أن كل المؤشرات تُشير أنها ليست ناتجة من مرض عضوي حقيقي، لكن حتى تطمئن أكثر ويكون إرشادنا لك قائمًا على الدليل العلمي، قم بمقابلة طبيبك -طبيب الباطنية مثلاً- لتُجري الفحوصات الطبية العامَّة، ومن خلال هذه الفحوصات والكشف السريري إذا كان هنالك أي خلل عضوي سوف يتضح.

علمًا أني أرى أن هذه الأعراض كلها أعراض (نفسوجسدية) أي أن منشأها نفسي وليس منشأها عضوي، أي أن القلق المصاحب للوسواس هو الذي جعلك تحس بهذه الأحاسيس، ونعرف تمامًا أن بعض الناس تأتيهم ما نسمّيه (الهلاوس الكاذبة اللمسية)، توجد هذه الهلاوس اللمسية المرضية، لكن في حالتك هذه هلاوس كاذبة، الشعور بالذبذبات الكهربائية في الرأس والأطراف، وكل ما ذكرته حقيقة يعطيني هذا التشخيص، أن هذه التجارب هي هلاوس لمسية كاذبة نسبةً لما تعاني منه من (قلق وسواسي)، وربما يكون لديك شيء من (المخاوف المرضية).

بعد قيامك بالفحص العضوي وإجراء الفحوصات المختبرية يجب أن تقابل الطبيب النفسي لتُوضع لك الخطة العلاجية المتكاملة، ومن ناحيتي أقول لك أن هذه الأعراض يجب أن تتجاهل تمامًا، يجب ألَّا تُكثر من التردد على الأطباء، وثالثًا: يجب أن تعيش حياة صحيّة، والحياة الصحية تتطلب: النوم الليلي المبكّر، وتجنب السهر، والاستيقاظ مبكِّرًا وأنت نشيطًا، وتؤدّي صلاة الفجر، وتبدأ يومك.

والأمر الآخر: الحرص على ممارسة الرياضة، وحسن توزيع الوقت وإدارته بصورة صحيحة، والحرص على التواصل الاجتماعي، والحرص على التطور المهني، والحرص على الغذاء السليم، وطبعًا الواجبات الدينية، وأن يُطور الإنسان نفسه فكريًّا، ويكون تربويًّا بالنسبة لأسرته وأولاده، وهكذا.

إذًا هذه المفاهيم نفسها تجعل الإنسان حقيقة لا يعطي أهمية لمثل هذه الأعراض التي تحدثت عنها، هذه الأعراض أخذت الحيّز الفكري الأعلى لديك لأنك -وبكل تقدير واحترام- لم تحرص على الأشياء الأخرى التي ذكرتها لك، فأرجو أن تجعل هذا هو منهجيتك، وطبعًا تحتاج لعلاج دوائي، ومن أفضل الأدوية لعلاج الوساوس عقار (فلوكستين/بروزاك) أو عقار (سيرترالين/زولفت)، يُضاف إليه بجرعة صغيرة من عقار (سولبرايد) يُعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، هذا دواء رائع جدًّا للأعراض السيكوسوماتية (Psychosomatic)، والأفضل أن تُقابل الطبيب أيضًا، وهذا بعد إجراء الفحص العضوي الذي حدّثتُك عنه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً