الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت فتاة وأريد أن أتزوجها ولكني لا زلت طالبًا، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب في المرحلة الجامعية تحديداً في السنة الثانية، وتبقت لي 3 سنوات للتخرج.

أعجبت بفتاة تكبرني ببضعة شهور، وبيننا صداقة بحكم الدراسة وما شابه، وأريد أن أتقدم لخطبتها ولكني خائف من رفض أهلها لي بحكم أني لا زلت طالباً، وغير قادر على تحمل المسؤولية، حيث إني لا أعمل وليس لدي أي مصدر للدخل حالياً -وهم على حقٍ في ذلك- ولكني أسعى جاهداً في ذلك.

أخاف أن أنتظر فيسبقني لها شخص آخر حيث إني قد سمعت أنه تقدم لخطبتها بضعة أشخاص، ولكنها رفضتهم.

ما الحل أرجوكم؟ أنا أخاف أن أتفاجأ بخطبتها لغيري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Jaber حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص الذي دفعك للسؤال، وندعوك إلى أن تتقيّد في كل علاقاتك بأحكام هذه الشريعة، فلا يجوز للشاب أن يُصادق فتاة ليس بينه وبينها علاقة رحم أو علاقة شرعية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ييسّر لك الحلال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

في مثل هذه الأحوال نحن ننصح أبناءنا دائمًا بأن ينقلوا هذا الأمر إلى الأسر، تنقل هذا الأمر إلى أسرتك ووالدتك، والوالدة تستطيع أن تذهب إلى والدتها وتتواصل معها، لتعلن الرغبة في الارتباط، ليس الآن، ولكن بعد انتهاء مرحلة الدراسة الجامعية، وعندها ستعرف أمورًا كثيرة، ستعرف هل أسرتك موافقة؟

هل أسرة الفتاة راضية، وهل هذا الذي بينك وبين الفتاة يمكن أن يطور لتكون علاقة زواج؟ فإنه قد يكون مجرد إعجاب وقد يكون مجرد زمالة، والإنسان سيعرف أمورًا كثيرة، ولذلك الكثير من الحالات مثل هذه قد يعقدوا النية أو يتواصلوا مع الأهل ليقولوا لهم (ابننا لكم أو بنتنا لكم) يعني بهذه الطريقة.

بعد ذلك الأسر تفهم هذه الأمور، فإن مجرد زيارة الوالدة لهم أو الاتصال على والدة الفتاة، أو الاتصال الوالد بهم، أو محاولة التقرُّب والتعرُف عليهم، هذا كلُّه يعطي دلالات مهمَّة، وعندها حتى لو جاء مَن يخطب الفتاة فإن الأصول التي يعرفها الناس أن أهل الفتاة يأتوا ليقولوا: (جاءها خاطب، هل ابنكم يُريدها؟ هل لا زلتم على العهد؟) ونحو هذا الكلام.

هذه الصفة كانت معروفة، ولا أدلَّ على ذلك ممَّا حدث عندما خطبت خولة بنت حكيم أُمُّنا عائشة للنبي عليه الصلاة والسلام، حيث طلب الصدّيق منها أن تنتظر، لأن آل المُطعم بن عدي كانوا قد تكلَّموا في شأنها، والصدِّيق إمام الأوفياء، رضي الله عنه وأرضاه، وكان معروف بالكمالات الأخلاقية قبل إسلامه، وبعد إسلامه بلا شك، رضي الله عنه وأرضاه. طلب من خولة أن تنتظر حتى يتأكد أن بيت المطعم ابن عدي غير راغبين في عائشة، وبعد ذلك جاء فأذن لها أن تُخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فتم ذلك الخير.

لذلك هذا ما نقترحه عليك، يعني: أن تُرسل والدتك، وطبعًا مجرد عرض الفكرة على الأسرة أيضًا سيُحدد لك اتجاه المسير، وبعد ذلك إذا حصلت هذه الخطوة فعليك أن تبتعد عنها وتبتعد عنك، وذلك أدعى أن تشتغلوا بدراستكم وبمستقبلكم، ثم إذا جاء الوقت المناسب تتطور هذه العلاقة إلى خطبة رسمية وإلى عقد زواج، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً