الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو العلاج المناسب للاكتئاب والقلق والتوتر والرهاب بالنسبة لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال موجه للسيد الدكتور محمد عبد العليم.

أعاني من الاكتئاب والقلق والتوتر والرهاب منذ 9 سنوات، وأخذت معظم الأدوية ولكني لم أشف والحمد لله علي كل شيء.

منذ حوالي سنتين وأنا أتناول امبرامين 25 مج حبة يوميا في المساء، ودوجماتيل فورت 200 بمقدار نصف حبة أو ربع حبة يوميا، وبدأت أحس في بداية استخدام امبرامين بتحسن قليل عن ذي قبل، ولكن كنت لا أزال أعاني، فنصحني الدكتور برفع جرعة أمبرامين إلى 75 مج حبة يوميا، ولكن لم أستفد من ذلك وزادت الآثار الجانبية للامبرامين، فرجعت إلى جرعة 25 mg مرة يوميا، ومن حوالي سنة أصبت بارتفاع في ضغط الدم وأتناول concor Amlo 5/5 حبة يوميا لذلك، وقرأت أن امبرامين يسبب ارتفاع في ضغط الدم، وزيادة في معدل ضربات القلب، وزيادة في الوزن، وأنا أريد أن أتركه الآن، وكل ما أريده علاج للاكتئاب والقلق والتوتر والرهاب، وأن يساعد على الدخول في النوم والعافية والنشاط البدني، وعدم الخمول بالنهار.

وأيضا أخبرني طبيب الباطنة أن عندي تضخم قليل في البروستاتا، فأرجو من حضرتك وصف العلاج اللازم على أن لا يسبب زيادة الوزن ولا يؤثر على الناحية الجنسية، ولا يسبب مشاكل في الرؤية أو ثقل في العينين، ووضع خطة للتوقف عن امبرامين.

ملحوظة هامة: هذه الأدوية لم أستفد منها بل أتعبتني (ترازدون، ريمارون، ومعظم مضادات الاكتئاب الحديثة مثل: بروزاك، وايفكسور، وسيمبالتا، وسبرالكس، وسبرام)

وشكرا جزيلا لحضرتك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي: بالتأكيد ليست كل أمراض الاكتئاب أمراض بيولوجية، بمعنى أنها مرتبطة بكيمياء الدماغ، هنالك الكثير من حالات الاكتئاب تكون انفعالية، تكون ظرفية، وقطعًا الدواء حتى وإن كان الاكتئاب بيولوجيًّا مائة بالمائة الدواء وحده لا يُعالج الإنسان العلاج الكامل.

أنا أرى أن مساهمة الأدوية ليست أكثر من أربعين إلى خمسين بالمائة من العملية العلاجية المتكاملة، فمثلاً وجد أن رياضة المشي من أفضل وسائل علاج الاكتئاب لكثير من الحالات، مجرد تنظيم الوقت، التواصل الاجتماعي، تجنب السهر، هذه كلها وجدت أنها آليات علاجية مهمَّة جدًّا.

فأرجو -أخي الكريم- أن تحرص تمامًا على تطبيق الآليات العلاجية الأخرى بجانب تناول الدواء، وكما تفضلتَ: الإكثار من الأدوية أنا أصلاً لا أراه أمرًا جيدًا، الإنسان يتناول دواء أو دوائين، وبجرعة صحيحة، والدواء طبعًا يُقاس بسلامته وفعاليته وقدرة المريض على تحمُّله وكذلك سِعره. هذه هي الشروط التي تُقاس بها الأدوية.

لكن طبعًا لا نستطيع أن نقول أن هنالك دواء خالي من الآثار الجانبية، والأمر يقوم على النسبة والتناسب.

أنا أعتقد أنك الآن يمكن أن تتناول عقار هو جديد نسبيًّا، وهو الـ (برينتيليكس Brintellix ) أو ما يُعرف بـ (فورتايؤكسيتين vortioxetine)، كثير من الناس وجدوه مفيدًا لعلاج الاكتئاب والقلق والمخاوف، وفي ذات الوقت آثاره الجنسية السلبية قليلة جدًّا.

فيا أخي الكريم: يمكن أن تُشاور طبيبك حول هذا الدواء، والذي يبدأ بجرعة عشرة مليجرام، يستمر عليها الإنسان بانتظام، وبعد ذلك يمكن أن تُرفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا.

والخيار الآخر هو الدواء الذي يُعرف (فالدوكسان Valdoxan) ويُعرف علميًا باسم (أجوميلاتين Agomelatine) هذا أيضًا مضاد للاكتئاب ممتاز جدًّا، وليس له آثار سلبية كثيرة، خاصَّةً فيما يتعلق بزيادة الوزن والتأثيرات الجنسية السلبية، لكن في حوالي واحد إلى اثنين بالمائة من الناس ربَّما يُؤدي إلى زيادة في أنزيمات الكبد، لذا هذا الدواء له بروتوكول فحصي خاص، أولاً قبل أن يبدأ الإنسان الدواء لابد أن يتأكد من وظائف الكبد لديه، هل هي سليمة أو غير سليمة، طبعًا لا قدَّر الله إذا كانت وظائف الكبد غير سليمة فهذا الدواء لا يصلح أصلاً، وإذا كانت وظائف الكبد سليمة فالإنسان يبدأ الدواء، وبعد أسبوع من بداية العلاج لابد أن يُعيد قياس وظائف الكبد مرة أخرى، وبعد ذلك أيضًا تعاد بعد ثلاثة أسابيع، ثم ستة أسابيع، وإذا كانت سليمة فبعد هذا يعني أن الدواء مناسب جدًّا، ودرجة سلامته مطلوبة.

فيا أخي الكريم: أنا أعتقد أنك يمكن أن تختار أحد هذين الدوائين، وأعتقد أن عقار (برينتيليكس) ربّما يكون هو الأنسب، لأنه ليس له أي ضوابط فحصية.

بالنسبة للتوقف من الـ (إميبرامين Imipramine) ليس صعبًا أبدًا، خفِّض بنسبة خمسة وعشرين مليجرامًا كل أسبوعين، وحين تصل لخمسة وعشرين مليجرامًا الأخيرة تتناولها يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً