الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي تخيرني بين فتاتين.. فهل من نصيحة؟

السؤال

أشكر لكم جهودكم الخيرة، وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم.

أنا شاب عمري 24 عاماً من أسرة محافظة، خريج وأعمل بوظيفة جيدة وميسور الحال ولله الحمد، قبل عامين أخبرت والدتي برغبتي بالزواج وكانت سعيدة جداً، وتنتظر أن أبادر بالسؤال، شروطي لم تتعد أن تكون الفتاة متدينة ومقبولة الشكل، يمكن القول: إنني لم أضع أية شروط، مرت الأيام والشهور وفي كل مرة تقول: إنها لم تجد الفتاة المناسبة لي إلا اثنتان من الأقارب فقط ولم تجد غيرهما، وهي تفضل إحداهما بقوة عن الأخرى بداعي الغريزة ليس إلا كما قالت لي.

بالنسبة لي لم أجد تفضيلاً لإحداهما أو حتى قبول أو رفض ـ مع أنني كنت أفضل من غير الأقارب- وكنت أستخير ربي على الأقل مرتين كل أسبوع ولم أستطع أن أعقد العزم على أحدهما حتى التي تفضلها أمي وهي لم تعرض عليّ غيرهما، بقيت عدة أشهر على هذا الحال لا أدري ماذا أفعل؟! وأمي تقول لي: أريد لك فلانة أما علانة فهي لا تصلح لك، وإذا لم ترغب بهما فقد تمر سنتان أخريان وأنا متأكدة أنني لن أجد لك الفتاة المناسبة، قلت لها: علانة أعرف شكلها ولكن أحضري لي صورة فلانة عسى أن أميل لمن تميلين لها، أحضرت لي الصورة، وعندما رأيتها أحسست فوراً بنفور شديد.

أنا محتار جداً، هل أرفض الاثنتين وأبقى لشهور أخرى قادمة أو حتى سنين فريسة للشهوات وعدم الاستقرار النفسي على أمل أن تظهر فتاة أخرى لا أدري من أين؟ أم أقبل بمن لم يرض به قلبي؟ ولكن يرغب به والديّ، أم أرضى بمن لم يمل له قلبي ولا يرغب به والديّ؟ وأيضاً قد أجد بعض الصعوبات في الزواج نتيجة اختلاف جنسية قريبتي الأخرى، هل أنتظر أم أرضى بالموجود؟

إذا اقترحتم علي مثلاً أن أسأل عماتي فهن بدورهن لم يجدن لعمي الأكبر مني سنا زوجة حتى الآن!.

أشيروا علي جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فلن يعيش مع زوجتك أحد غيرك، والحياة الزوجية ليست رحلة عابرة ولكنها حياة طويلة ومسئوليات جسيمة، وصبر على الأيام بحلوها ومرها، ولن تكون المهمة سهلة إلا بتوفيق الله أولاً ثم يحسن الاختيار وذلك بسماع توجيه رسولنا المختار؛ فاظفر بذات الدين لتعمر بطاعة الله حياتك والدار.

أما بالنسبة لوالدتك فاجتهد في برها واحرص على زيادة البر والإحسان قبل أن تعرض عليها رغبتك، ولا تجامل في موضوع الاختيار ولكن حبذا لو وجدت صاحبة الدين التي تجمع مع تدينها رضا والديك فإن في ذلك عوناً لك على التوفيق بين حق الزوجة، وحق الوالدة.

ولست أدري لماذا كان النفور من تلك القريبة؟ وهل هناك أسباب معينة وماذا عن دينها؟ وهل فيها عيوب جعلتك تنفر منها أم هو شيء لا تملكه ولا تعرف أسبابه؟ ولا مانع من أن تستخير وتستشير وتحاول مرة أخرى تكرار النظر لعلك تجد ما يدعوك لنكاحها.

ولا شك أن الميل والانطباع الأول في غاية الأهمية ولكني أريد أن أذكرك بأن الإمام أحمد لما أراد أن يتزوج أرسل إحدى قريباته لتخطب له فجاءت وقالت وجدت لك فتاتين إحداهما بارعة في جمالها متوسطة في دينها والثانية قوية في دينها متوسطة في جمالها، فقال رحمه الله أريد صاحبة الدين، فعاش معها ثلاثين حولاً ثم قال يوم وفاتها والله ما اختلفنا في كلمة.

وعليه فإذا وجدت من القريبات صاحبة دين فيمكن أن تقدم شيئاً من التنازلات حتى تفوز مع الزوجة برضا الوالدة، وأرجو أن تعرف أن المسألة ليست مجرد مظاهر لكن جمال الأخلاق والدين هو الذي يستمر أما جمال الأجساد فعمره محدود ومصيره إلى الكساد.

وليس في تأخير الزواج مصلحة ونحن معشر المسلمين نتزوج لغايات عظيمة ونرتبط مع زوجاتنا بروابط العقيدة والإخوة والرغبة في زيادة عدد الموحدين المصلين.

ونحن في الختام لا نملك إلا أن نوصيك بتقوى الله وطاعته وعود نفسك الاستخارة وعليك بالاستشارة فإذا عزمت فتوكل ودع التردد، واشغل نفسك بتقوى الله وطاعته وأحسن إلى أهلك وأرحامك واعلم أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً