الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يأتي إليّ خطّاب في كل مرة ولكنهم لا يعودون، فما أسباب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا بنت عمري ٢٧، منذ ٥ سنوات يأتي إلى دارنا خُطاب ولكن يأتون مرة واحدة ثم لا يعودون، البعض من الخطاب يكون القبول عندهم واضحا ومع ذلك لا يعودون! ولم يطلب أحد يدي للزواج لحد الآن!

ذهبت عند شيخ بناء على نصيحة صديقة. هو شيخ سمعته طيبة بين الناس ولا يتقاضى أجرا عن مساعدته للآخرين، الشيخ قال أن علي مسًا شيطانيا لكنه رفض إخباري بالأسباب، أعطاني مياه لأقرأ عليها قرآنًا ثم أشربها، وكل ٩ أيام يغير السور القرآنية ويطلب مني قراءة سور جديدة.

سؤالي: هل يوجد فعلا شيء اسمه مس؟ وما هي أسبابه وطرق علاجه إن وجد؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Thanaahadeed حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى أن يُقدِّرَ لك الخير حيث كان، ويختار لك ما فيه سعادتك، ونسأله سبحانه أن يرزقك الزوج الصالح الذي تَقَرُّ به عينُك وتسكنُ إليه نفسُك.

ثانيًا: اعلمي -ابنتنا الكريمة- أن الله تعالى قد كتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فقد كتب الله تعالى مَن ستتزوجينه، وكيف يكون نصيبُك وحظّك، وسيجري عليك هذا القدر، فلا ينبغي أبدًا أن تقلقي لقدر الله تعالى، سلِّمي أمورك إلى الله، وفوضيها إليه، وأكثري من دعائه سبحانه وتعالى أن يرزقك الخير ويُقدِّره لك، فهو سبحانه وتعالى أعلم بما يُسعدك ويُصلحُك، وكم من أشياء نستعجل حصولها ويُؤخِّرُها الله تعالى لمصلحتِنا؟، وقد قال سبحانه: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

فاطمئني إلى قدر الله تعالى وحُسن تدبيره، واجتهدي في تحسين علاقتك بالله تعالى بكثرة ذكره، والاشتغال بطاعته، والإكثار من نوافل الأعمال بعد الفرائض، والتزام حدود الله تعالى، وكثرة الاستغفار، فهذه كلها أسباب جالبة للأرزاق، والزواج رزق من الأرزاق، فأكثري منها، وسترين سعادتك -بإذن الله تعالى- بطريقٍ أو بآخر.

ثالثًا: بالنسبة لموضوع المس: نعم المس حقيقة قرآنية، أخبر عنها الله تبارك وتعالى في كتابه، وأخبر عنها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث، ولكن لا نستطيع أن نجزم بأنَّ ما تُعانينه مسًّا، بل فيما يبدو أو يظهر لنا أنك لا تجدين آثارًا ممَّا يُعانيه الإنسان الممسوس، ولكن مع هذا الرقية تنفع -بإذن الله تعالى-، فهي مجموعة من الأذكار والأدعية والقرآن، فهي تنفع ممَّا نزل بالإنسان وممَّا لم ينزل به، فإن نزل به شيءٌ كانتْ سببًا في رفعه، وإن لم يُصبه شيءٌ كانت سببًا في دفعه قبل نزوله، فهي تنفع ممَّا نزل وممَّا لم ينزل، فلا بأس عليك بأن تُكثري من الرقية بالقرآن وبأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولا بأس بتغيير سور القرآن، ولكن أكثري من السور أو الآيات التي اعتنى العلماء بذكرها والتأكيد عليها في الرقية، منها سورة الفاتحة، وأوائل سورة البقرة، وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، والآيات الأولى من سورة الصافات، و{قل هو الله أحد} سورة الإخلاص، والمعوذتين {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}، وكذا الآيات التي فيها إبطال السحر، مثل: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} في سورة البقرة، وآيات التي في سورة الأعراف عن السحر، والآيات التي في سورة طه عن السحر أيضًا، والآيات التي في سورة يونس عن السحر، والآيات التي سورة الشعراء عن السحر أيضًا، وغيرها من الآيات.

فهذه الآيات يؤكد العلماء نفعها -بإذن الله تعالى- في الرقية من السحر ونحوه، فإذا قرأت هذه الآيات في ماءٍ وشربت منه واغتسلت بالباقي فإنه سينفعُك -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان ويرضِّيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً