الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من أحلام اليقظة التي تعيق حياتي؟

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بفضل الله والحمد لله أشعر بالرضا، وتيسرت لي فرص جميلة لأكون فتاة ملتزمة بصلاتها، هداها الله إلى الطريق المستقيم، ونسأله أن يلحقنا بالصالحين، ومتفوقة دراسيًا ولا أشعر بضعف حقيقي، بل كباقي الناس تأتي فترات أشعر بالتعب، ثم أنهض بقوة، لكن أعاني من مشكلة وهي أحلام اليقظة، أعلم نفسي، ألجأ إليها لإشباع رغباتي سواء أكان إيجابيا أم سلبيا، وأعلم إنه شيء خاطئ، لكني أمر بها منذ الصغر، فكل ليلة كنت أتخيل نفسي شخصًا يلعب دورًا مهما، وأنا أقوم بذلك لأنه يشجعني للتعلم والبحث.

المشكلة الحقيقية هي أنها تأخذ من وقتي كثيرًا، وتعيق حياتي، وتحديدًا في بعض التخيلات التي تقوم على إشباع الرغبات العاطفية، فأنا أشعر بالذنب، وأخاف الله بسبب تكراري لها، كما أني مقبلة على فترة مصيرية لحياتي العملية ونفسي تُعيقني.

لا أستمع للأغاني، وكنت قد بدأت بحفظ القرآن، ولا أتابع المسلسلات ومثلها، فأرجو منكم الدعاء لي، واقتراح بعض الأمور التي قد تساعدني على التخلص من هذه الأحلام، خاصة العاطفية أو السيطرة عليها.

شكراً لكم لجهودكم في هذا الموقع، فقد أفادني بتعلم الإسلام وقضايا أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتك، وأن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

نحن سعدنا بهذا الطموح العالي، وننتظر أيضًا أن تكوني رقم ووضع في هذه الحياة، والمرأة والفتاة تخدم دينها مرتين: تخدم دينها بنفسها، وتخدم دينها بالأجيال الذين يمكن أن تُخرجهم للأُمّة، فنسأل الله أن يُقدّر لك الخير وأن ينفع بك بلاده والعباد، وأرجو أن تشغلي نفسك بالمفيد.

الحمد لله أنك ملتزمة بالصلاة، فزيدي من النوافل، واحرصي على تلاوة كتاب الله، واحرصي على شغل نفسك بالدراسات المفيدة، واكتشفي مواطن القوة والقدرات والمواهب التي وهبها لك الوهَّاب سبحانه وتعالى، واستمري في تواصلك مع الموقع، واتخذي من الصالحات المُصلحات، اتخذي من علاقتك بهنَّ عونًا لك على ما أنت فيه من الطاعات.

سعدنا لأنك لا تسمعين الأغاني ولا تتابعين المسلسلات. أمَّا بالنسبة للأفكار التي تأتيك فأرجو ألَّا تتمادي معها، فمجرد ما تأتِ الفكرة من أحلام اليقظة – وخاصة في الأمور العاطفية – أرجو ألَّا تستمري معها، واشغلي نفسك دائمًا بالمفيد، وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد.

من الحكمة أن يُؤجّل الإنسان هذه الأمور حتى يحين وقتها، وأنت فتاة -إن شاء الله-، نسأل الله أن يطرق بابك صالحٌ يُعينك على طاعة الله وتُعينينه

لذلك من المهم طرد هذه الأفكار من البداية، يعني المرفوض هو التمادي معها خاصة الأفكار العاطفية قبل أن يحين وقتها، لأنها تُتعب الإنسان وتُشوش عليه.

ننصحك كذلك بممارسة أنشطة بدنية، يعني: أعمال في البيت، هوايات فيها مجهود، أيضًا القراءة المفيدة في هذا الجانب، وطبعًا عليك بالصوم أيضًا فإنه وجاء، كما قال النبي -عليه صلاة الله وسلامه-، فإذا اتخذ الإنسان هذه الوسائل (التأجيل، والأنشطة الرياضية أو التي فيها إجهاد للإنسان، الأنشطة العلمية، الأنشطة الروحية: الصيام والتلاوة والذكر)، هذه كلها وسائل تُعينك على تأجيل البرنامج العاطفي الذي يمكن أن يُشوّش عليك.

أمَّا بالنسبة لبقية الأحلام: أيضًا أرجو أن تكون في حدود المعقول، وأيضًا التمادي معها يأخذُ بعض الوقت، ولكن إذا اجتهدتِّ على نفسك في إعداداها، واعلمي أن البدايات المُحرقة تُوصل إلى نهايات مُشرقة، فما من فتاةٍ تعبت في التلاوة والحفظ والقرآن والسجود لله، ثم في تطوير مهاراتها الحياتية؛ إلَّا وكان لها موقع في هذه الحياة.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك، وهنيئًا لك علوّ الهمّة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً