الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب جعل حياتي غير سعيدة

السؤال

السلام عليكم.

كنت أتناول سيروكسات بسبب الأغاني التي كانت تتردد في عقلي، كانت تؤثر على تركيزي ولا أستطيع التحكم في عقلي بسبب تلك الكلمات، منذ 2013 حتى 2014 توقفت عنه حتى الآن، أعاني من عرض غريب عند سماع صوت مفاجئ مثل صوت غلق الباب، أي صوت غير متوقع، أشعر بكهرباء في رأسي منذ سنة 2014 حتى الآن وبعض الأحاسيس الأخرى، أشعر بالخوف والتفكير السلبي والأفكار السلبية.

أشعر بالتعب الشديد لا توجد رغبة ولا طاقة لفعل أي نشاط، لا أريد أن أتناول أدوية اكتئاب، زاد حالي إلى الأسوأ، أشعر أني لا أعيش ولا توجد سعادة أو أي حياة! أشعر أني لا أتحكم بعقلي، أشعر برعشة قوية في الرأس عند بداية نومي، وأشعر بالقلق الدائم والخوف.

أرجو المساعدة، أنا أرفض استخدام الدواء، أنا كنت أفضل قبل 2013، و شكرا، أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية.

أنا أتفق معك تمامًا، لا تتناول أي دواء دون تحديد العلَّة، دون أن يكون هنالك تشخيص، أنت لديك بالفعل أعراض قلق، توترات، مخاوف، وبعض الأعراض الجسدية، لكن هذه الأعراض لا يمكن أن نصل إلى تشخيص دقيق لها إلَّا بعد أن تذهب وتقابل الطبيب.

أنا أعتقد أنك محتاج أن تجري بعض الفحوصات العامّة، تتأكد من نسبة الدم لديك، تتأكد من نسبة السكر، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين ب12، ومستوى فيتامين د.

هذه فحوصات أساسية جدًّا – أيها الفاضل الكريم – وطبعًا الطبيب سوف يقوم بعد ذلك بفحصك إكلينيكي – أي سريريًّا – وبعد أن نتأكد أن كل شيء عضوي سليم هنا تبدأ مراحل العلاج للحالة التي قد نستطيع أن نقول أنها نوع من القلق الاكتئابي البسيط وليس أكثر من ذلك، وهذا – أيها الفاضل الكريم – له ترتيباته، لكن أريدك أن تتأكد من النواحي العضوية، هذا سوف يُطمئنك كثيرًا، وبعد ذلك إذا كان الأمر فعلاً هو هذا القلق - الذي أنا أميل إلى تشخيصه – أقول لك في هذه الحالة: مجرد إجراء بعض التعديلات الإيجابية في نمط حياتك سوف تتحسّن حياتك.

أولاً: يجب أن تُحدِّد أهداف – أخي الكريم – أهداف قصيرة المدى، أهداف بعيدة المدى، أهداف متوسطة المدى، لأن هذا حقيقة مهم جدًّا ليُحسِّن من انتباه الإنسان ويصرف طاقاتك النفسية لما هو إيجابي. العيش بدون أهداف واضحة يجعل الطاقات النفسية تحتقن، خاصَّة طاقة القلق، لأن القلق طاقة نفسية إيجابية جدًّا، الذي لا يقلق لا ينجح، ولا ينتج، ولا يكون مفيدًا لنفسه ولا لغيره، لكن هذا القلق في كثير من الأحيان قد يحتقن، قد يزداد، ويؤدي إلى ما هو عكس الفائدة المرجوّة. فإذًا تحديد الأهداف مهم جدًّا.

ثانيًا: تنظيم الوقت، حُسن إدارة الوقت أمرٌ ضروري جدًّا للصحة النفسية وحتى الصحة الجسدية. والنقطة الارتكازية في تنظيم الوقت هو أن ينام الإنسان مبكِّرًا وأن يتجنب السّهر، هذا يؤدّي إلى استقرار كامل في خلايا الدماغ، وحتى الخلايا الجسدية، ويستيقظ الإنسان مبكِّرًا وهو نشطًا، ويبدأ يومه بصلاة الفجر، ومن ثم يدخل في البرامج اليومية حسب أهميتها.

أن تمارس الرياضة، الرياضة تجعلها جزءًا من حياتك، الرياضة تقوّي النفوس، الرياضة تُصحح كل المسارات النفسية السلبية وتحوّلها إلى طاقات إيجابية.

أمر آخر: أهمية التواصل الاجتماعي، والقيام بالواجبات الاجتماعية، من أسعد الناس هم الذين يقومون بواجباتهم الاجتماعية.

فيا أخي الكريم: هذه الأسس مهمّة جدًّا، وكذلك الترفيه عن النفس، تمارين الاسترخاء خاصة بعد ممارسة الرياضة لها فائدة كبيرة جدًّا لعلاج هذا النوع من القلق الاكتئابي.

هذه – أخي الكريم – هي نصائحي لك، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً