الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدان الدافعية والمثابرة والإقدام على فعل الأشياء

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحب الاستشارة السابقة بعنوان أصبت بمرض اسمه اختلال الأنية والواقع، أرجو أن أصف لكم ما أمر به حالياً وأن تشخصوا حالتي حتى يقرؤها أبي وأمي، بعد العلاج لمدة عامين بعشرات الأدوية أشعر حالياً بشعور غريب وهو عدم معرفتي لنفسي، عدم شعوري بالدنيا نهائياً مع أعراض وسواسية مثل: أين أنا من هؤلاء؟؟ كيف أكون أنا؟؟

أصبت بحالة لا مبالة رهيبة، بالنسبة للمذاكرة لا أشعر بالرغبة نهائياً للمذاكرة، كلما أحاول أن أذاكر أتذكر ما أمر به مما يجعلني لا أركز في أي شيء نهائياً، وأنا قرأت من استشارتكم أن هذا يسمى بالاكتئاب النفسي مع أن حالة الاكتئاب التي انتابتني اختفت أو كادت تقريباً، مع أني لا أشعر بأي سعادة في الدنيا ولا أشعر بأي استمتاع بها، وأنظر إلى الناس حولي فأجد الجميع مستمتعاً بالحياة إلا أنا، ومع هذا لا أشعر بالاكتئاب مثل السابق.

أنا الآن أعالج بالدجماتيل حبيتين يومياً.

أرجو أن تصف لي العلاج مع عدم إعطائي أي أدوية منومة حيث إني أنام تقريباً يومياً ما يقارب الاثنتي عشرة ساعة مع أني أوقفت جميع العقاقير باستثناء الدجماتيل فورت200.

أخيراً أرجو الاهتمام والسرعة في الرد حيث إني مدمر تقريباً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم‏
الأخ الفاضل/محمد حفظه الله.‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أرجو أن لا تُشغل نفسك كثيراً بهذه المسميات، مثل اختلال الأنية؛ حيث أن هذه المسميات كانت في ‏‏السابق شائعة جداً، وقد أتت بها المدرسة النفسية التحليلية، ولكن لم يثبت من الناحية البحثية أن هذه ‏‏المسميات صحيحة.‏

أرجو أن تقتنع أن الذي تُعاني منه هو نوع من الوساوس كما ذكرت أنت ذلك، وربما يكون هنالك ‏‏شيء من الاكتئاب أفقدك الدافعية والمثابرة والإقدام في فعل الأشياء، ولكن من الضروري جداً أن لا تجد ‏‏لنفسك العذر خاصةً فيما يتعلق بالمذاكرة، ولابد أن تقوي إرادتك وعزيمتك، وأن لا تحاور نفسك ‏‏بصورةٍ سلبية، إنما الحوار مع النفس يجب أن يكون مرتكزاً على أسس إيجابية، بمعنى أن القراءة هي ‏الوسيلة ‏التي سوف تصلك إلى هدفك وهو النجاح.‏

أرجو أن تبني هذا الشعور في نفسك، والإنسان يمكنه أن يؤهل نفسه بصورةٍ إيجابية إذا أصر على ذلك.‏

الدوجماتيل يُعتبر علاجاً جيداً، ولكن لابد لك أن تتناول أحد الأدوية التي تنشط مادة السيروتينين، ‏‏والعلاج الجيد هو بروزاك؛ حيث أنه لا يسبب أي نوعٍ من الخمول أو النعاس، بل على العكس تماماً فهو ‏‏يزيد الطاقات الجسدية، وذلك بجانب تأثيره الإيجابي جداً على الطاقات النفسية.‏

الجرعة التي تحتاجها هي كبسولتين في اليوم (40 مليجراماً) ولكن عليك أن تبدأ بكبسولة ‏واحدة في اليوم ‏لمدة شهرين، ثم إلى كبسولتين في اليوم، وتستمر على ذلك لمدة ستة أو سبعة أشهر، ثم ‏بعد ذلك تخفضها ‏إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، بعدها يمكنك أن تتوقف عن الأدوية.‏

سيكون أيضاً من المفيد لك جداً أن تنظم وقتك، وأن تأخذ القسط الكافي من الراحة، وأنت تقول أنك ‏تنام ‏‏12 ساعة في اليوم، وبالتأكيد هذا ليس نوماً صحياً، إنما هو نوع من التكاسل والخمول.‏

عليك أيضاً أن تمارس التمارين الرياضية بانتظام، فهي إن شاء الله منشطة للأجسام، ‏كما ‏أنها تُساعد كثيراً في التركيز وتحسين الصحة النفسية بصفةٍ عامة، خاصةً في مثل نوعية الشكوى التي ‏‏ذكرتها.‏

بالصبر والمثابرة والثقة بالنفس وقوة الإرادة وعدم المساومات والمحاورات السلبية مع النفس، ‏وتناول ‏العلاج، ستجد أنك قد تحسنت كثيراً، وعليك أن تضع هدفك بصورةٍ واضحة، وهو ‏أن تحصل على ‏الشهادة المتميزة؛ لأنها هي الوسيلة الوحيدة لك من أجل التنافس في سوق العمل بصورةٍ ‏جيدة.‏

وبالله التوفيق.‏



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً